كشف تقرير لمجلة “فوربس” عن أن الحملة الجوية الإسرائيلية خلال الشهر الماضي ضد أهداف مرتبطة بإيران من دمشق في الجنوب إلى حلب في الشمال إلى دير الزور في الشرق، لا تظهر أي علامات تهدئة أو استرخاء.
ففي منتصف آب/ أغسطس، صدرت بعض الأرقام الجديدة المتعلقة بحملة إسرائيل الجوية في سوريا على مدى السنوات الثلاث الماضية.
وتشير التقديرات إلى أن إسرائيل أطلقت خلال تلك الفترة ما لا يقل عن 4200 صاروخ جو أرض (من المحتمل أن يكون العديد منها صواريخ كروز من صنع إسرائيل) في حوالي 1000 غارة جوية دمرت ما يقدر بثلث أنظمة الدفاع الجوي لنظام الأسد إلى جانب ربع ترسانة صواريخ أرض – أرض الموجهة نحو إسرائيل وخُمس أنظمة الرادار الخاصة بها.
وفي نفس الفترة أطلق نظام الأسد قرابة 850 صاروخاً مضاداً للطائرات على الطائرات الحربية الإسرائيلية وصواريخها المضادة. حيث نجحوا فقط في إخراج طائرة إف -16 تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي من الهواء في شباط/ فبراير 2018، لأن الطيار فشل في القيام بمناورات مراوغة مناسبة.
في 20 تموز/ يوليو الماضي، قتلت غارة جوية إسرائيلية على دمشق قيادياً في “حزب الله”. وتعهدت الميليشيا التي تتخذ من لبنان مقراً لها والمدعومة من إيران بالرد، وأصبحت الحدود الإسرائيلية اللبنانية متوترة للغاية نتيجة لذلك، لكن الوضع لم يتدهور أو يتصاعد إلى حرب كما حدث في صيف عام 2006.
وتشير الكثير من الأدلة إلى أن إسرائيل واصلت تنفيذ الضربات الجوية المركزة في جميع أنحاء سوريا، إذ هاجمت طائرات مسيرة في 15 آب/ أغسطس، عناصر موالين لإيران في محافظة دير الزور شرق سوريا، مما أسفر عن مقتل ما بين 12 و23 عنصرا من خلفيات أفغانية وعراقية، وتدمير مركباتهم وذخائرهم.
تحتفظ إيران بشبكة واسعة من الميليشيات الشيعية بالوكالة في جميع أنحاء الشرق الأوسط والتي يُقدر عددها بما يصل إلى 200 ألف، تضم شباناً عراقيين وسوريين وأفغان وباكستانيين ممن ينفذون طلبات طهران.
في31 آب/ أغسطس، ضربت الصواريخ الإسرائيلية أهدافاً في جنوب سوريا، مرة أخرى على الأرجح أهداف مرتبطة بوكلاء إيران. وزعمت وسائل إعلام نظام أسد أن ثلاثة أشخاص قتلوا في الهجوم، عنصران من ميليشيا أسد وامرأة مدنية. وبحسب ما ورد قُتلت المدنية بصاروخ من قبل ميليشيا أسد مضاد للطائرات سقط في منزلها، وليس بأحد الصواريخ الإسرائيلية الأكثر دقة.
من ناحية أخرى أفادت مراصد معارضة بمقتل ما لا يقل عن 11 شخصاً في الغارة، إضافةً لعنصرين من ميليشيا أسد، وسبعة من الميليشيات الموالية للنظام والمدعومة من إيران، والمرأة المدنية.
وفي ليلة 2 أيلول/ سبتمبر، أفادت وكالة سانا الناطقة بلسان نظام أسد، أن غارة جوية إسرائيلية أخرى استهدفت قاعدة “تي فور” الجوية في وسط محافظة حمص مما تسبب في أضرار غير محددة.
وتعتبر قاعدة “تي فور” الجوية مركزاً رئيسياً لأنشطة إيران في سوريا، وبالتالي فهي هدف ذو أولوية لإسرائيل. حاولت إيران إنشاء نظام صاروخ دفاع جوي روسي الصنع من طراز Tor في قاعدة “تي فور” الجوية في نيسان/ أبريل 2018 لردع الضربات الجوية الإسرائيلية. ومع ذلك، فقد دمرها سلاح الجو الإسرائيلي بنجاح قبل أن يتمكن الموظفون الإيرانيون من القيام بذلك. كما قتلت تلك الضربة سبعة جنود إيرانيين، بينهم ضابط كبير.
استهدفت إسرائيل القاعدة الجوية في عدة مناسبات لمنع إيران من نقل أسلحة متطورة جواً إلى سوريا يمكن أن تمررها إلى “حزب الله” ووكلائه الآخرين المناهضين لإسرائيل. حيث تشير هذه الضربات بقوة إلى أن إسرائيل ستبذل قصارى جهدها لمنع إيران من تحسين وتعزيز الدفاعات الجوية المتداعية التابعة لنظام أسد، وهو أمر تعهدت طهران بفعله خلال الصيف.
وفي وقت مبكر من يوم 3 أيلول/ سبتمبر، ضربت غارات جوية إسرائيلية مشتبه بها محافظة دير الزور وقتلت 16 من عناصر الميليشيات بعد ساعات فقط من غارة “تي فور”.
وذكرت مصادر عديدة أن الضحايا “مقاتلون عراقيون موالون لإيران، قتل سبعة منهم خارج مدينة الميادين”. وقُتل مسلحو الميليشيا التسعة الآخرون جنوب بلدة البوكمال الحدودية، والبوكمال معبر حدودي مهم للميليشيات المدعومة من إيران العابرة بين العراق وسوريا.
في 7 أيلول/ سبتمبر، قيل إن الضربات الليلية ضد البؤر الاستيطانية التابعة لمزيد من هذه الميليشيات المدعومة من إيران، بالقرب أيضاً من البوكمال قتلت 18عنصرا.
ثم، في 11 أيلول/ سبتمبر، استهدفت غارة جوية إسرائيلية أخرى مشتبه بها مبانٍ في السفيرة خارج حلب، بعد يومين، عرضت شركة الاستخبارات الإسرائيلية الخاصة “إيمج سات” الإسرائيلية صور الأقمار الصناعية لتلك الضربة. وأظهرت تلك الصور مبنى مدمرا ومبنى آخر متضررا بجانبه. كانت المباني جزءاً من مصنع صواريخ السفيرة في سوريا.
من المرجح أن إسرائيل قررت قصف المنشأة لمنع استخدامها المحتمل لتصنيع صواريخ أو مكونات صاروخية لترسانة صواريخ “حزب الله” المتزايدة التعقيد في لبنان المجاور.
وفي 14 أيلول/ سبتمبر، قتلت ضربة إسرائيلية أخرى في منطقة البوكمال 10 عناصر مدعومين من إيران يعتقد أنهم من بينهم ثمانية عراقيين.
تُظهر هذه الضربات الإسرائيلية الأخيرة مجتمعة مدى التزام إسرائيل بإحباط المحاولات المختلفة من قبل إيران ووكلائها لترسيخ وجودهم في جارتها الشمالية (سوريا).
المصدر: اورينت نت