أقدمت فتاتان شقيقتان، اليوم الأربعاء على الانتحار في بلدة الفوعة في ريف إدلب، بسبب الضغوط النفسية والمشكلات العائلية.
وذكرت شبكات محلية في إدلب، إن الفتاتين أسعفتا يوم أمس إلى إحدى النقاط الطبية، إثر تناولهما ما يعرف محلياً بحبوب الغاز، وهي حبوب الفوسفيد الهيدروجين المستخدمة في عمليات التعقيم، إلا أنهما توفيتا صباح اليوم.
وذكرت أن الفتاتين هما من العائلات المهجرة من مدينة خان شيخون جنوب إدلب، وتبلغان من العمر 13 و15 عاما، مضيفة أن دوافع الانتحار المباشرة غير واضحة بعد، فيما يعتقد أن الشقيقتين كانتا تعانيان من مشكلات عائلية، مصاحبة لسوء الأحوال المعيشية والفقر.
ارتفاع حالات الانتحار شمال غرب سوريا
ووفق بيانات جمعتها “لجنة الإنقاذ الدولية في تموز الماضي”، يعتقد 93% من الناس في الشمال السوري أن عدد حالات الانتحار ارتفع منذ بداية الأزمة السورية مع زيادة ملحوظة، خاصة بعد النزوح الجماعي للسكان في ريف إدلب من أواخر عام 2019 إلى أوائل عام 2020.
وأفاد 67% من المشاركين في الاستطلاع أن الحالات بسبب العنف المنزلي، وتحديدًا ضد النساء، وقال 63% آخرون إنه كان بسبب ضائقة مالية أو فقدان الممتلكات، بينما 53% منهم اعتبروا أن ذلك يعود إلى فقدان الأمل في ظل الأزمة المستمرة وتدهور الأوضاع، كما تم تحديد زواج الأطفال على أنه سبب رئيس لقيام الفتيات على وجه الخصوص بالانتحار.
كما حذرت منظمة “أنقذوا الأطفال”، العام الماضي من ارتفاع أعداد حالات الانتحار بين الأطفال السوريين، في مناطق شمال غرب سوريا.
وقالت المنظمة في تقرير لها، إن محاولات الانتحار، ارتفعت بنسبة 86% عن أعداد محاولات الانتحار في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2020.
النساء الأكثر انتحاراً
وتشير الإحصاءات إلى أن نسبة انتحار النساء في سوريا هي الأعلى، حيث ارتفعت بشكل كبير مع انتشار جائحة كورونا وفرض الحجر الصحي، حيث ازداد تعنيف النساء وتفاقمت مشاكل الأسر وانتهت بعضها بنهاية مأساوية.
ووفق أخصائيين نفسيين، يتوجب على المنظمات الإنسانية، ولا سيما المعنية بشؤون المرأة والطفولة، تكثيفها عقد ندوات حوارية واطلاق حملات توعية حتى داخل المخيمات، والتنسيق مع مراكز نفسية لمعالجة الحالات المرضية، وتوعية الأسر بضرورة مراقبة أبنائهم ومتابعة صحتهم النفسية.