قالت صحيفة “غارديان” في تقرير، أن البرك السوداء والخنادق الطويلة والأرض المتفحمة، أصبحت مشاهد شائعة في حقول شمال غرب سوريا، وهي علامات على اقتصاد نفطي غير رسمي تطور خلال الحرب، ويحمل مخاطر صحية للسوريين المحاصرين هناك.
وأشار التقرير إلى إن ما يصل إلى 5,000 مصفاة نفط ظهرت في السنوات الأخيرة، وتم تحديدها من خلال صور الأقمار الصناعية ، وفي المناطق المتبقية التي تسيطر عليها الفصائل العسكرية، وفرت هذه المصافي الوقود لمنطقة نزح فيها ما يقرب من نصف السكان داخلياً أو من أماكن أخرى في سوريا.
ومع ذلك، فإنها تجلب أيضًا مجموعة من المخاطر، وفقًا لكاتب التقرير ويم زوينبورغ، الباحث في مجموعة باكس الهولندية للدفاع عن السلام، الذي قال : “كانت هناك حاجة للنفط ويظهر في صور الأقمار الصناعية أن المصافي التقليدية تنمو، ولكن هناك أيضا مخاوف بشأن الصحة بسبب ظروف العمل الخطيرة مثل البراميل التي يمكن أن تنفجر. تعرض الناس لأبخرة سامة من الحرق الذي يحدث، كما تشغل المصافي الكثير من الأطفال”.
وتتلقى مجموعات المصافي في جميع أنحاء المنطقة النفط المنقول من حقول في شرق سوريا وتعالجه إلى وقود يستخدم للطهي والتدفئة والنقل باستخدام الأنابيب البدائية لحرقه.
ووفق السكان المحليين إن الدخان السام الذي تنتجه المصافي تسبب في تلوث الهواء وتلوث إمدادات المياه، حيث أن بعض هذه المواقع تعمل على مدار العام، لذلك تنتشر مشاكل الجهاز التنفسي، والأمراض الجلدية وهناك مخاوف طويلة الأمد من السرطان.
وقال أحد السكان النازحين من ريف حلب، والذي رفض الكشف عن اسمه، إن المصافي زادت من معاناة السوريين لكنها ضرورية أيضاً.
ويعود ذلك بحسب التقرير إلى أن النفط الذي يكلف أكثر من 100 دولار للبرميل، أصبح مكلفاً جداً، وإلى أن المصافي أصبحت مصدراً رئيسياً للعمل.