في 6 آب/ أغسطس 2022 استهدف انفجار مجهول المصدر سيّارة عسكريّة أثناء مرورها بحيّ الصناعة في مدينة القامشلي، ممّا أدّى لمقتل 4 أشخاص وجرح آخرين. تلاه إعلان قوات سورية الديمقراطية أنّ التفجير ناتج عن استهداف طائرة مسيّرة تركيّة، وأدّى لمقتل قيادي في حزب العمّال الكردستاني يُدعى مظلوم سعد الدين أسعد واسمه الحركي “زوخار عامودا”، والذي تم انتدابه للإشراف على جهاز الشرطة العسكرية التابع لقسد.
وفي 8 من الشهر ذاته، نظّمت عدّة مؤسسات وتنظيمات تابعة لـ PKK وPYD وقفةً احتجاجيّةً في محيط مطار القامشلي الدولي الذي تتخذه القوات الروسيّة قاعدةً عسكريّةً لها، للتنديد بعدم التزام موسكو بدورها كضامن لمنع عمليات الاستهداف الجوّي التركي ضدها.
بعد انتهاء الوقفة الاحتجاجيّة قام وفد من حزب العمّال وفرعه السوري بالدخول إلى مطار القامشلي والتقى عدداً من الضباط والمستشارين العسكريّين الروس وعلى رأسهم قائد القوات الروسيّة العاملة بمحافظة الحسكة، وقدّم المستشارون الروس نتائج تقرير عمل فريق الخبراء المعنيّ بمُراقَبة انتهاكات وَقْف إطلاق النار فيما يخصّ حادثة التفجير في مدينة القامشلي، والتي انتهت إلى أنّ الانفجار وقع من داخل السيارة باستخدام عبوة ناسفة تمّ تفجيرها عن بُعْدٍ، مع الإشارة إلى أنّ بيانات المراقبة الجويّة في المطار لم ترصد حركة للطيران المسيّر التركيّ في توقيت الحادثة، وذلك ضِمن دائرة نصف قطرها 70 كم في محيط موقع التفجير.
إنّ نتائج تقرير عمل الخبراء الروس يعني عملياً التشكيك بمصداقية رواية “قسد” حول حوادث التفجير المشابهة والتي تزايدت في الآونة الأخيرة، كما تحمل هذه النتائج عدّة دلالات أهمّها:
• احتمال وجود عمليات تصفية داخلية بين “قسد” وحزب العمّال الكردستاني أو نزاع داخلي بين الكوادر الأجنبية والأخرى المحلية التي تعمل على تقليص دَوْر وسيطرة حزب العمّال ومؤسساته.
• محاولة روسيا زعزعة الثقة بين “قسد” وحزب العمّال الكردستاني وكذلك بين حزب الاتحاد الديمقراطي والتحالف الدولي، خاصةً مع الزيارات الدبلوماسيّة والعسكريّة الأمريكيّة الأخيرة إلى المنطقة واللقاءات التي جرت خلالها مع القادة المحليّين لقسد والإدارة الذاتيّة وما قد تكون حملته من توصيات لقسد لتبديد المخاوف التركيّة كسبيل لوقف تهديداتها بالعمليّة العسكريّة.
المصدر: مركز جسور للدراسات