Array

عشرات العائلات السورية والأجنبية تفر من قرية الباغوز أخر معاقل تنظيم “داعش” في دير الزور

عند أطراف قرية الباغوز وقف المدنيون الفارون من الجيب الأخير الذي يسيطر عليه تنظيم “داعش” في طابور للخضوع للاستجواب على يد قوات أمريكية و”قوات سورية الديمقراطية” , وتقدمت قافلة من 15 مركبة تحمل قوات أمريكية على طريق ترابي صوب خطوط القتال الأمامية , وقالت سيدتان فرنسيتان خرجتا من مناطق سيطرة تنظيم “داعش” في شرق سورية لوكالة فرانس برس ، أن العديد من الأجانب ما زالوا محتجزين هناك ، بينما يمنعهم المتطرفون العراقيون من المغادرة

وتحدثت السيدتان بالفرنسية عن وقوع مجازر في بلدة الباغوز التي ما زال التنظيم يسيطر على أجزاء منها ، بينما لا يجد العالقون بين المعارك “شيئا يأكلونه” , وأوضحت السيدتان أنهما دفعتا المال لمهربين لقاء تأمين خروجهما من المنطقة المتبقية تحت سيطرة التنظيم في ريف دير الزور الشرقي ، إلى مواقع “قوات سورية الديمقراطية”

وقالت إحداهن وعرّفت عن نفسها باسم كريستال وهي في العشرينات من العمر في تصريح لفرانس برس “لا يزال هناك العديد من الفرنسيين ، والعديد من المهاجرين، وآخرون يحاولون الخروج لكن تنظيم “داعش” لا يسمح بذلك” , وأضافت وهي تحمل طفليها (سنة وثلاث سنوات) بين يديها ، “يسمحون لجميع العراقيين والسوريين بالخروج ولكن يعرقلون خروجنا” , وردا على سؤال عما تريده من بلادها ، أجابت السيدة التي أشارت إلى مقتل زوجها جراء غارة جوية “ما أطلبه من الحكومة الفرنسية أن يتركوني أحتفظ بأولادي .. أريد أولادي فقط”.

وكانت فرنسا أعلنت سابقا أنها تدرس ترحيل نحو 130 شخصا محتجزين لدى “قوات سورية الديمقراطية”، غالبيتهم من أطفال المسلحين، لكن كريستال قالت إنها تفضل ألا تكون في عداد العائدين إلى فرنسا ، حيث شرحت لوكالة فرانس برس أنها تفضل العودة إلى بلد آخر يُمارس فيه الإسلام بشكل أكثر تسامحا , وأعربت امرأة فرنسية ثانية عن أملها بالاحتفاظ بطفليها لكن ليس بالضرورة في فرنسا ، وقالت من دون أن ترفع النقاب عن وجهها ، “لا يسمحون لنا بممارسة ديننا في فرنسا .. ليس لدينا حقوق .. لا يسمحون لنا بإرتداء النقاب”.

وقالت مصادر محلية أن عشرات العائلات بينهم عراقيون وأتراك وروس فرت من آخر معقل لتنظيم “داعش” في شرق سورية أمس الثلاثاء مع فقدان المتشددين لأراض لصالح قوات تدعمها الولايات المتحدة , وجرى نقل نحو 300 مدني في شاحنات إلى مخيم في شمال شرق البلاد بعد فرارهم اليوم الثلاثاء. وبدا عليهم الإنهاك أو الجوع وكان بعض الأطفال حفاة , وقال عدة أشخاص في تعريفهم بأنفسهم إنهم عراقيون وأتراك وأوكرانيون وروس

وقالت امرأة من دير الزور تدعى هالة حسن (29 عاما) وفرت من أطفالها الخمسة ”القصف كان غير متصور، وفررنا من مكان لآخر“ , وأضافت أن ”مقاتلين من كل الجنسيات“ كانوا في المنطقة. ومضت تقول ”لم يكن هناك طعام. أكلنا العشب من الأرض مثل الأغنام … داعش أغلقت الطرق والمهربون كانوا يريدون آلاف الدولارات“ , أما انتصار عبد الحافظ (30 عاما)، وهي امرأة عراقية فرت مع أطفالها، فقالت إن زوجها كان معلما ظل في الباغوز مع والدته المسنة , وأفادت بأن زوجها نقل الأسرة عبر الحدود إلى سوريا قبل نحو ثلاث سنوات وبأنها لم تغادر المنطقة قبل ذلك بسبب القصف ,

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

آخر الأخبار

أفكار وآمال السوريين بين الاغتراب والداخل

اتسعت ابتسامة السوريين ذلك الفجر المفعم برائحة الياسمين وبعبق قلوب الأمهات تناجي أولادها "تحررنا هل من عودة"، دموع انهمرت لساعات حول العالم كغيمة صيف...

الحرب الثانية في درعا.. الجفاف ونزيف البشر

على كتف بحيرة، أضحت أثرًا بعد عين، ترامت مراكب صغيرة حملت ذكريات المصطافين لسنوات طويلة غير معلومة، واضمحلت المياه إلى أن تلاشت، ثم تحول...

مستشفى تشرين .. مصنع شهادات الموت المزورة لآلاف المفقودين السوريين

الصور الصادمة التي شاهدها العالم لآلاف السوريين وهم يبحثون عن ذويهم المعتقلين والمختفين في سجن صيدنايا، بعد سقوط حكم الرئيس السوري المخلوع بشار...

سوريّات في فخ “تطبيقات البث المباشر”..بين دعارة إلكترونية واتجار بالبشر

يستقصي هذا التحقيق تفشي “تطبيقات البث المباشر” داخل سوريا، ووقوع العديد من الفتيات في فخ تلك التطبيقات، ليجدن أنفسهن يمارسن شكلاً من أشكال “الدعارة...

ابتزاز واغتصابٌ وتعذيب.. سوريون محاصرون في مراكز الاحتجاز اللّيبية

يستقصي هذا التحقيق أحوال المحتجزين السوريين في ليبيا خلافاً للقانون الدولي، وانتهاكات حقوق الإنسان داخل مراكز احتجاز المهاجرين، وخاصة تلك التي تتبع “جهاز دعم...
Exit mobile version