كشفت صحيفة “الشرق الأوسط” عن أن انتشار المخدرات في دمشق، وصل إلى مرحلة “خطيرة”، وسط تورط الأجهزة الأمنية السورية وعدم اكتراثها إزاء استفحال هذه الظاهرة.
وقالت الصحيفة، أمس الأربعاء، إن تجارة المخدرات انتقلت إلى مرحلة خطيرة، فقد تحولت العاصمة دمشق إلى مستهلك رئيسي للمخدرات بعد أن كانت عبارة عن معبر للبضائع القادمة من إيران عن طريق الميليشيات، ومن ثم تصدر إلى لبنان ودول الجوار ودول الخليج.
وأضافت، أنه شوهد العديد من الشبان في مقتبل العمر، في الحدائق العامة والأرصفة، يتناولون المواد المخدرة وتظهر عليهم آثار الخمول والترنح، بالإضافة إلى تمتمتهم بعبارات غير واضحة.
وأشارت إلى أن مجموعات من الشبان تشتري المواد المخدرة وتطلبها من بائعي الدخان على الملأ في مشهد لم يكن مألوفاً قبل الأحداث التي مرت بسوريا على مر العشر سنوات الماضية.
وتحدث الكثير من الأهالي أنهم بدأوا يعانون من تغيرات كبيرة في سلوك أبنائهم، كتركهم للدراسة وغيابهم المتكرر، بالإضافة إلى تزايد حاجاتهم المالية بدلائل واضحة على إدمانهم للمخدرات وتعاطيها.
5 آلاف قضية مخدرات
وفي أواخر حزيران الماضي ، كشفت إدارة مكافحة المخدرات في حكومة النظام السوري، عن تسجيل 5 آلاف قضية مخدرات في سوريا منذ مطلع 2022.
ونقلت صحيفة “الوطن” المحلية، عن مدير الإدارة، العميد نضال جريج، قوله إن عدد القضايا المتصلة بالمخدرات وصل إلى 4991 قضية، في حين وصل عدد المتهمين إلى 6408 متهمين.
وأشار إلى أن عام 2021 سجل 9260 قضية، في حين وصل عدد المتهمين إلى 11730 متهماً، معتبراً أن تزايد تعاطي المخدرات، يعود إلى الحرب التي خلقت “البيئة والأرضية المناسبة لتزايد الحالات”، بحسب قوله.
80 بالمئة من نزلاء معهد الأحداث من متعاطي المخدرات
كان مدير معهد “خالد بن الوليد لإصلاح الأحداث”، عبد الرحمن محمود، كشف عن أن 80% من نزلاء المعهد من متعاطي المخدرات، و10% منهم محكومون بجرائم السرقة.
وأوضح محمود، في حديث إلى إذاعة “ميلودي اف ام” المحلية، في تموز 2021، أن عدد الأطفال في المعهد يصل إلى 240 طفلًا ممن ارتكبوا جرائم مختلفة كالقتل والسرقة وتعاطي المخدرات.
ويحاول النظام عبر شبكته الإعلامية، الترويج بشكل دائم بأنه يستهدف تجارة المخدرات، بشكل يناقض الحقائق عن مصادرة الموانئ الدولية والمعابر الحدودية لشحنات المخدرات وحبوب “الكبتاغون”، والتي يقف وراءها أشخاص من دائرة النظام نفسه أو داعمة له.
شبكات المخدرات يديرها أقارب الأسد
وفي كانون الأول 2021، كشف تحقيق صحفي نشرته صحيفة “نيويورك تايمز”، عن أن صناعة المخدرات في سوريا وتهريبها لدول الخليج ولاسيما حبوب “الكبتاغون”، ازدهرت مؤخراً عبر شبكات يديرها أقارب رأس النظام بشار الأسد مع شركاء أقوياء.
وأوردت الصحيفة، في تحقيق استند إلى معلومات جهات تطبيق القانون ومسؤولين في 10 دول ومقابلات مع خبراء مخدرات دوليين وآخرين، أن “قسطا كبيرا من إنتاج وتوزيع حبوب الكبتاغون تشرف عليه الفرقة الرابعة بقيادة ماهر الأسد”.
وأضافت أن الحرب في سوريا، تركت النخب العسكرية والسياسية تبحث عن طرق جديدة لكسب العملة الصعبة والالتفاف على العقوبات الأميركية.
وتوصل التحقيق إلى أن من بين اللاعبين الرئيسيين في هذه التجارة المربحة رجال أعمال تربطهم علاقات وثيقة بحكومة النظام و”حزب الله” اللبناني، وأعضاء آخرين من عائلة بشار الأسد.