كشفت تقارير صحفية عربية، عن رفض النظام السوري اقتراحات لإعادة إعمار أحياء حلب الشرقية الخاضعة لسيطرته.
وذكرت صحيفة “الشرق الأوسط”، أمس الأول، أن النظام رفض اقتراحات لإعادة إعمار المناطق المدمرة في الأحياء الشرقية بمدينة حلب بأموال من جهات عربية وعبر تفاهمات إقليمية، واقترح بناء مدن جديدة.
وبحسب الصحيفة، فإن النظام يريد بناء مدن سكنية جديدة خارج تلك المناطق أو في محيطها، وترك أهالي المناطق المدمرة النازحين المشردين يواجهون مصيرهم بأنفسهم، أي أن يقوموا بإعادة إعمار مناطقهم على نفقاتهم الخاصة.
وأضافت أن النظام، لايسمح لمن عاد من سكان هذه الأحياء بترميم أو إعادة إعمار ما دمرته عمليات القصف الجوي والمدفعي عليها بين عامي 2012 و2016.
وعلى إثر هدوء المعارك نهاية 2016 في حلب المدينة، عادت عشرات آلاف الأسرة النازحة إلى منازلها أو إلى مبانٍ غير مسكونة تبدو صالحة للعيش، ولو لفترة على الأقل، وذلك تحت ضغوط الوضع المعيشي الصعب الذي يعاني منه أغلبية سكان مناطق سيطرة الحكومة السورية.
وشكلت مدينة حلب شمال البلاد، منذ عام 2012، مسرحاً لمعارك عنيفة بين فصائل المعارضة المسلحة وقوات النظام، وتسببت بمقتل آلاف من المدنيين وبدمار هائل في الأبنية والبنى التحتية في شرق المدينة.
مقاربة الأسد لإعادة الإعمار
توضيحا لذلك، قال الباحث والمحاضر في مجال الاقتصاد في مركز “جسور للدراسات”، الدكتور خالد التركاوي، إن “مقاربة الأسد لقضية إعادة الإعمار تتلخص بأنه هو انتصر، ودليل النصر هو الانتقال إلى مرحلة، هذه المرحلة تسمى إعادة الإعمار”.
وعن إعمار المدن المدمرة، بيّن التركاوي لموقع “الحل نت”، أن الأمر لم يعد اقتصاديا حول استطاعة الشركات تحمل أعباء إعادة الإعمار، بل إن الموضوع سياسي، للضغط على المعارضين كعقاب لهم.
بينما يعتقد الكاتب والمحلل السياسي، درويش خليفة لذات الموقع، أن “رفض إعادة إعمار المدن المدمرة من قبل النظام، لأنه ما زال يعتقد بأن الحرب في سوريا لم تنته. لذلك لا يزال في مرحلة لم يتبين منها أين ستذهب الأمور”.
ونسعى حكومة النظام، لاستجداء الأموال لإعادة الإعمار، رغم استحالة ذلك في ظل العقوبات الحالية، كما أن ملف إعادة الإعمار لن يفتح إلا بعد تطبيق القرار 2254 وفق تصريحات غربية.