كشفت صحيفة “المدن” الإلكترونية، أمس الأحد، عن أن الأردن طلب من القوات الأمريكية التمركزة في قاعدة التنف جنوب شرق سوريا، دعمه لمواجهة النفوذ الإيراني جنوب سوريا.
ونقلت الصحيفة عن مصدر في فصيل “جيش مغاوير الثورة” المتمركز في قاعدة التنف إلى جانب قوات التحالف الدولي، قوله، إن اجتماعات عقدت بين الجانب الأمريكي ومسؤولين في المخابرات الأردنية، للنظر بالآليات الواجب استخدامها لمواجهة التمدد الإيراني على الحدود الأردنية السورية، ومكافحة تنظيم “داعش”.
وأضاف أن الأردن طلب من واشنطن تشكيل مجموعات مدعومة من قبلها وزيادة التعاون مع أخرى بهدف مواجهة التمدد الإيراني على حدوده الشمالية مع سوريا.
وأشار المصدر إلى أن مهمة تلك المجموعات “ليست محاربة النظام السوري”، معرباً عن اعتقاده بأن “أبناء السويداء، يشكلون عمودها الفقري، وليس أبناء درعا”.
في الأثناء، نفى المصدر ما تردد عن “نيّة التحالف دعم الأردن لإنشاء حزام أمني على طول حدوده الشمالية مع سوريا، والذي ترددت أنباء حول اقتراب موعد إقامته”.
تنسيق بين قوة محلية في السويداء وقاعدة التنف
إلى ذلك، أكد المتحدث باسم “قوة مكافحة الإرهاب” المحلية في السويداء، نمر أبو حمدان، وجود “تعاون قوي” مع “التحالف الدولي” في قاعدة التنف، بحسب مانقلت عنه صحيفة “المدن”.
وقال أبو حمدان إن القوة ” تنسق عسكريا برفقة فصيل مغاوير الثورة مع قوات التحالف بغية مكافحة تنظيم داعش في بادية السويداء بالدرجة الأولى، فضلاً عن مكافحة خطوط المخدرات التي تديرها إيران وحزب الله اللبناني”.
ولفت المتحدث باسم “قوة مكافحة الإرهاب” إلى أنه “تم تسليم العديد من عملاء ومقربين من حزب الله في بادية السويداء إلى المحكمة العسكرية في قاعدة التحالف”، نافياً ما تردد عن تسليم البعض منهم إلى المخابرات الأردنية.
وقبل أيام، تحدث تجمع أحرار حوران” المختص بتغطية أخبار محافظة درعا، عن أن الميليشيات الإيرانية، نشرت مئات العناصر الجدد بلباس جيش النظام السوري على طول الحدود السورية الأردنية وذلك للتمويه على وجودها في المنطقة.
ونقل التجمع عن مصدر مطلع قوله، إن مجموعات من عناصر “حزب الله” و” فاطميون”، تقدر بالمئات وصلت إلى المنطقة قبل أيام وتوزعت تلك المجموعات على طول الحدود السورية الأردنية.
تخوف واستياء أردني
كان العاهل الأردني، عبدالله الثاني، حذر في 18 من أيار الماضي، من ملئ إيران و”وكلائها” الفراغ الذي ستتركه روسيا في الجنوب السوري، وما قد ينتج عنه من تصعيد لمشكلات محتملة على حدود بلاده.
وفي مقابلة أجراها مع معهد هوفر في جامعة ستانفورد الأميركية، قال العاهل الأردني، إن الوجود الروسي في جنوبي سوريا “كان يشكل مصدراً للتهدئة”، مضيفا أن هذا الفراغ “سيملؤه الآن الإيرانيون ووكلاؤهم، وللأسف أمامنا هنا تصعيد محتمل للمشكلات على حدودنا”.
وتعكس التصريحات الأردنية الأخيرة استياءً واضحاً من سلوك النظام في الجنوب السوري؛ نتيجة غياب قدرته أو رغبته في منع نشاط الميليشيات الإيرانية، وفق تحليل لمركز “جسور” للدراسات.
ووفق “المركز”، ازداد عدد المواقع التابعة للميليشيات في درعا والسويداء خلال الفترة الممتدة من شباط/ فبراير إلى أيار/ مايو 2022، بتسهيل وتعاوُن من الفرقة الرابعة التابعة للنظام السوري، التي تشترك مع تلك الميليشيات في عمليات تهريب المخدّرات عَبْر الحدود الأردنية.