كشف فريق “منسقو استجابة سوريا” عن أن نحو نصف مليون نازح في مخيمات شمال غرب سوريا يعانون من نقص مادة الخبز، في ظل عجز المنظمات عن تأمين المادة الأساسية، فيما أبدى 85 بالمائة من سكان في المنطقة استُطلعت آراؤهم تخوفهم من مجاعة وشيكة وفق استبيان أجراه الفريق.
نقص الخبز وارتفاع في سعره
وقال الفريق في بيان عبر صفحته في “فيسبوك” اليوم الأربعاء إن “أزمة عمليات الاستجابة الإنسانية في شمال غربي سوريا ما زالت تتفاعل ضمن العديد من المجالات الإنسانية وأبرزها قطاع الأمن الغذائي، وفي مقدمتها مادة الخبز التي تعد العصب الرئيسي للغذاء في سوريا”.
وأضاف البيان أن “منسقو استجابة سوريا وثق أكثر من 498 مخيماً يقطنها نحو 468 ألفاً و 913 نسمة، تعتمد على شراء مادة الخبز بشكل مباشر”، مشيراً إلى أن عمليات إحصاء المخيمات غير المخدمة بمادة الخبز ما زالت مستمرة.
ولفت إلى أن “هناك غياباً واضحاً للمنظمات في تأمين المادة الأساسية، في ظل الارتفاع الكبير في أسعار المواد الغذائية، وفي مقدمتها الخبز الذي واجه ارتفاع أسعار بما يعادل 300 بالمئة”.
وناشد الفريق، في ختام بيانه، المنظمات الإنسانية العاملة في الشمال السوري، العمل على تأمين المستلزمات الأساسية للنازحين، وخاصة مع دخول فصل الشتاء، وعجز المدنيين الكامل في التوفيق بين تأمين مستلزمات التدفئة وتأمين الغذاء.
توقع مجاعة وشيكة
في موازاة ذلك، تحدث “منسقو استجابة سوريا”، أمس الثلاثاء، عن أن معظم السوريين شمال غرب سوريا ليس لديهم مصدر دخل ثابت، وذلك بناء على استبيان حول الوضع الاقتصادي للشباب في ظل الأوضاع المعيشية الحالية.
وأضاف الفريق في استبيان أن 87% من المشاركين يقولون إن هناك مجاعة وشيكة في المنطقة، حيث تزيد نسبة من يؤيدون هذا الأمر على 88% ممن أعمارهم تتجاوز 35 عاماً.
وتضمن الاستبيان أيضاً سؤالاً “هل سبب سوء التغذية هو انعدام مصدر الدخل؟” ليؤيد 92% من المشاركين هذه الفرضية، ونسبة المؤيدين لهذا الأمر ممن تزيد أعمارهم على 35 عاماً وصلت إلى 96%.
وجاءت نسبة الذين يؤيدون أن المساعدات الإنسانية التي توزع من قبل المنظمات قد تحد من المجاعة المحتملة 45% مقابل النسبة ذاتها للذين لا يؤيدونها، في حين أن 10% قالوا إنهم لا يعلمون إن كانت سوف تحد أم لا.
وشارك في الاستبيان الذي جرى في إدلب وريفها ومنطقتي “غصن الزيتون” و”درع الفرات” 4921 شخصاً بنسبة 36% إناث، و64% ذكور.
وكشفت الأمم المتحدة قبل أيام قليلة، عن أن أكثر من 12 مليون إنسان في سوريا لا يعرفون من أين ستأتي وجبتهم التالية، وهو عدد مرتفع أكثر من أي وقت خلال النزاع المستمر فيها منذ عقد.