استأنفت المليشيات الإيرانيّة حفر وتوسيع الأنفاق في ريف محافظة دير الزور الشرقي ابتداءً من مدينة الميادين وصولاً إلى مدينة البوكمال بالقرب من الحدود السوريّة العراقيّة.
وقال مصدر من داخل مدينة البوكمال “فضّل عدم ذكر اسمه” لـ “أورينت نت” إنّ أغلب الأنفاق عائدة لفترة سيطرة “داعش” مع وجود بعض الأنفاق الجديدة التي حفرتها المليشيات الإيرانيّة لم تكن موجودة أثناء سيطرة “داعش”.
وأضاف المصدر: “يوجد بعض الأنفاق التي لم تكن متصلة ببعضها، قامت المليشيات بإيصال تلك الأنفاق ببعضها البعض، لأنها كانت مرصودة من التحالف الدولي ومكشوفا موقعها، غيروا بعض المواقع. ولفت إلى أنّ 50 بالمئة من أنفاق “داعش” تركت كما هي، ولم تقم بتفجيرها، حصلت المليشيات على خرائطها، وحصنتها ووسعتها لتكون مستودعات وغرف عمليات لها.
وأكّد أنّ بعض الأنفاق التي تصل ما بين سوريا والعراق تمّ توسيعها بحيث أصبحت طريقاً للسيارات الكبيرة بحيث يمكنهم الاستغناء عن المعبر البري في نقل السلاح والذخيرة بعيداً عن أعين التحالف الدولي وطائرات الاستطلاع.
من جانبه قال الناطق باسم شبكة عين الفرات المهتمّة بمتابعة الشأن الإيراني في سوريا والعراق “أمجد الساري” لـ “أورينت نت” إنّ المليشيات الإيرانيّة تسير على خُطا تنظيم “داعش” إذ تقوم بحفر الأنفاق من أجل تفادي ضربات التحالف الدولي وهذا الأسلوب اتبعه تنظيم “داعش” سابقاً.
وأضاف أنّ المليشيات الإيرانية تحاول حماية نفسها عن طريق استغلال هذه الأنفاق حتى لا تكون مكشوفة أمام الناس، ومن يدخل إلى هذه الأنفاق أشخاص محددون فقط، هنالك أسلحة نوعية تدخل من العراق وخاصة الصواريخ، وحتى لا تتسرب معلومات عن الأسلحة والصواريخ التي تقوم بنقلها إلى المنطقة من أجل تنفيذ عمليات عسكرية، تقوم المليشيات بحفر الأنفاق واستغلالها لهذا الغرض.
ولفت إلى أنّ هنالك أنفاقا على الحدود السورية العراقية وحتى داخل العراق، لا أحد يتمكن من الوصول إليها، هذه الأنفاق تدخل منها سيارات وآليات تابعة للمليشيات، تبعد عن معبر القائم الحدودي حوالي 2 – 3 كم، يوجد أكثر من منفذ تحت الارض، وهي عبارة عن أنفاق كبيرة تدخل من خلالها العربات والآليات بمسافات طويلة تقدر بأكثر من 1 كم، وتعتبر هذه المنطقة “عسكرية” ويصعب الوصول إليها.
ونوّه إلى وجود أنفاق كانت موجودة أثناء سيطرة تنظيم “داعش”، ولكن تم تعديل المستودعات الرئيسية وتوسعتها وزيادة تحصينها، وأصبحت تتّخذها المليشيات الإيرانيّة غرف عمليات لاجتماع شخصيات مهمة من المليشيات أو لتنفيذ خطط عسكرية ولكن أغلبها يكون مستودعات لأسلحة نوعية تأتي من العراق.
وختم بأنّ شبكة عين الفرات حصلت على معلومات دقيقة تشير إلى أنّ نظام الأسد ليس له دور أبداً ويُمنع عليه التدخّل في عمل المليشيات، باستثناء شخصيات من الساحل السوري ينتمون إلى الحرس الثوري الإيراني في دمشق، يقومون بتقديم تسهيلات، وهؤلاء الأشخاص مهمتهم تقديم التسهيلات، من آليات حفر وتجهيزات هندسيّة وبعض اللوجستيّات.
يذكر أنّ المليشيات الإيرانيّة تتلقّى ضربات جويّة من قبل الطائرات الحربيّة الإسرائيليّة وطائرات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتّحدة الأمريكيّة باستمرار، وتتركّز الضربات على مواقع استراتيجيّة هامّة، لاسيما في ريف مدينة البوكمال المحاذية للحدود العراقيّة شرق دير الزور.
وكان وزير الخارجيّة الأمريكي وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، أعلن أن إبرام الولايات المتحدة اتفاقا نوويا جديدا مع إيران وتطبيع العلاقات معها يتوقف على تلبية السلطات الإيرانية للمطالب التي تضعها واشنطن.
وينص البند السابع من شروط بومبيو على سحب جميع القوات، التي تخضع للقيادة الإيرانية، من سوريا. وتحاول الولايات المتّحدة الأمريكيّة تطبيق شروط بومبو بالقوّة لاسيما البند السادس والسابع المتعلّقان بوجود المليشيات الإيرانيّة في العراق وسوريا حيث رأى مراقبون أنّ عمليّة قتل قاسم سليماني كانت جزءا من الإجراءات الأمريكيّة لإرغام إيران على تطبيق شروط بومبيو.
المصدر: أورينت نت