تتمنى سوريّة وصلت إلى ويلز وأصبحت لاجئة فيها قبل عامين أن تعود للعمل في مهنة التدريس في بلدها الجديد، إذ تأمل إيناس العلي التي تعيش في كارديف أن تصبح مثالاً يحتذى بالنسبة لأطفالها وغيرها من اللاجئات اللواتي توقفت حياتهن عندما انتقلن إلى بلد آخر.
ولهذا حصلت إيناس على قرض بلا فوائد يتيح للاجئين الحاصلين على مؤهل مهني الحصول على تدريب جديد في هذا المضمار، وذلك بمساعدة الجمعية السورية الويلزية، وتعلق على ذلك إيناس البالغة من العمر 39 عاماً بقولها: “أرغب في مواصلة سيرة حياتي”، إذ في سوريا، بقيت تدرس اللغة الإنكليزية والرياضيات للطلاب على مدار 16 عاماً.
كانت إيناس تعيش مع زوجها وردان الكوكو وابنتها عزة، 13 عاماً، وعبد الرزاق، 8 سنوات، في مدينة حماة الواقعة غربي سوريا، ولكن عندما اندلعت الحرب في بلدها، أصيب زوجها بمرض السرطان، وتوفي عن عمر ناهز 42 عاماً، وعنه تحدثنا إيناس فتقول: “كان يفخر بي كثيراً، ولهذا أشتاق إليه كثيراً”.
من المقرر أن تبدأ إيناس الدوام في دورة تدريبية لمهنة التدريس خلال هذا الخريف، ولهذا تتمنى أن تقوم بتدريس الرياضيات للأطفال في ويلز بنهاية المطاف.
إذ حصلت إيناس على قرض وقدره سبعة آلاف جنيه إسترليني من قبل مؤسسة RefuAid عندما تم اختيارها لذلك بموجب الاستمارة التي قدمتها وبناء على المقابلة التي خضعت لها، وستقوم تلك المؤسسة بدفع تكاليف الدورة التدريبية لمدة سنتين.
إلا أن المبلغ المقدم بموجب القرض يعتمد على احتياجات المتقدم ولهذا فهو يشبه القرض الذي يمنح للطلاب، أي أن عملية التسديد ستبدأ بمجرد أن ينجح المتقدم في الحصول على عمل.
وحول ذلك يخبرنا نائب رئيس الجمعية السورية الويلزية الدكتور حسين حلبي بأن أطباء ومحامين ومعلمين أتوا إلى المملكة المتحدة كلاجئين يرغبون في العودة لمزاولة أعمالهم ومهنهم التي اعتادوا القيام بها، ويضيف: “إنهم يرغبون في ردّ الجميل والمساهمة في مجتمع ويلز، وفي المجتمع البريطاني الأوسع، لكنهم بحاجة لبعض الدعم حتى تتم إعادة تأهيلهم… ومن هنا تأتي أهمية القرض”.
وتعلق إيناس على ذلك بقولها: “أريد أن أتابع حياتي وأن أكون مثالاً يحتذى لأولادي في المقام الأول، كما أريد أن أصبح مواطنة صالحة في هذا البلد، إذ بما أني لاجئة هنا، أعتقد أن بوسعي الحصول على جواز سفر بريطاني خلال ست سنوات، ولكني أحب أن أكون جديرة بالحصول على هذا الجواز” .
المصدر: بي بي سي