سوريا تجري انتخابات بينما يئن اقتصادها الذي دمرته الحرب تحت وطأة عقوبات جديدة

تشهد سوريا انتخابات برلمانية، وهي تصارع ويلات انهيار اقتصادي وعقوبات أمريكية جديدة بعدما استعاد الرئيس بشار الأسد السيطرة على معظم مناطق البلاد.

ويدلي الناخبون بأصواتهم في أنحاء المناطق التي تسيطر عليها الحكومة في أكثر من سبعة آلاف مركز اقتراع، منها وللمرة الأولى مراكز في معاقل سابقة للمعارضة عاودت القوات الحكومية السيطرة عليها في العامين الماضيين.

وندد مناوئو الأسد بالتصويت واعتبروه مهزلة، إذ يأتي بعد نحو عشر سنوات من حرب أودت بحياة مئات الآلاف وأحالت الملايين إلى لاجئين.

وأُرجئت الانتخابات، التي كان مقررا عقدها في الأساس في أبريل نيسان، مرتين بسبب جائحة فيروس كورونا.

وفي مركز اقتراع في العاصمة دمشق، عبر العديد من الناخبين عن قلقهم من زيادة كلفة المعيشة. وكانوا قد خضعوا لإجراءات التطهير والتعقيم لدى وصولهم.

قال سامر محمود الذي يملك متجر ملابس ”لازم نلاقي حل مشان (من أجل) نوجد حلول للوضع المعيشي“.

وقالت منى سكر بعد الإدلاء بصوتها ”إن شاء الله.. يا رب.. نقدر نتخطى العقوبات“.

يتنافس أكثر من 1600 مرشح، كثيرون منهم رجال أعمال كبار، على 250 مقعدا في ثالث انتخابات من نوعها منذ اندلاع الصراع في 2011. ومن غير المتوقع حدوث أي مفاجآت في التصويت الذي ينعقد بعد مرور عشرين عاما على تولي الأسد السلطة، وذلك في ظل عدم وجود معارضة حقيقية لحزب البعث الحاكم وحلفائه.

ووصف الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، وهو تكتل معارض يعمل انطلاقا من تركيا ويحظى بدعم غربي، الانتخابات بأنها ”إجراءات مسرحية تتم تحت قبضة أمنية عسكرية، وكل ما تغير في الأمر اليوم هو أنها تجري وقد هجّر نصف الشعب“.

وفي بلدة دوما، في الغوطة الشرقية بدمشق حيث أسهم هجوم عنيف للقوات الحكومية في طرد المسلحين عام 2018، تدلت لافتات المرشحين أمام أكوام الحطام والأسقف المنهارة والمباني المليئة بآثار الرصاص.

وتزاحم عشرات الأشخاص في مركز اقتراع، حيث غطت صورة للأسد وهو يبتسم جدارا.

قال زياد، وهو ساكن فر من المدينة قبل أن يعود إليها قبل عامين، إنه جاء للتصويت من أجل العيش في أمان ومن أجل انخفاض الأسعار المرتفعة مشيرا إلى أن الإقبال كبير. وكان قد أدلى بصوته في دمشق عام 2016 حين كان القتال يهز المدينة.

وكانت البلدة موقع ما يشتبه بأنه هجوم بغاز سام قتل عشرات الأشخاص عام 2018 ودفع القوى الغربية إلى استهداف سوريا بضربات صاروخية. ونفت دمشق وموسكو وقوع أي هجوم كيماوي.

وبفضل مساعدة روسيا وإيران، بات الأسد يهيمن حاليا على مناطق في سوريا أكثر من أي وقت مضى في الحرب ولا يخرج من سيطرته سوى الشمال الشرقي الخاضع لسلطة الأكراد وركن في الشمال الغربي أيضا قرب حدود تركيا ينزوي فيه المعارضون المسلحون.

لكن الاقتصاد المدمر يغوص أكثر في المشاكل والمصاعب، وتأثر كذلك بانهيار مالي في لبنان وبأشد عقوبات فرضتها الولايات المتحدة على سوريا الشهر الماضي.

وتقول واشنطن إن الهدف هو محاسبة الأسد. وتقول دمشق إن العقوبات هي السبب في المصاعب الاقتصادية التي تعاني منها البلاد، بينما يزيد ارتفاع الأسعار وانخفاض قيمة العملة المحلية من صعوبة الحياة على السوريين.

المصدر: رويترز

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

آخر الأخبار

سوريّات في فخ “تطبيقات البث المباشر”..بين دعارة إلكترونية واتجار بالبشر

يستقصي هذا التحقيق تفشي “تطبيقات البث المباشر” داخل سوريا، ووقوع العديد من الفتيات في فخ تلك التطبيقات، ليجدن أنفسهن يمارسن شكلاً من أشكال “الدعارة...

ابتزاز واغتصابٌ وتعذيب.. سوريون محاصرون في مراكز الاحتجاز اللّيبية

يستقصي هذا التحقيق أحوال المحتجزين السوريين في ليبيا خلافاً للقانون الدولي، وانتهاكات حقوق الإنسان داخل مراكز احتجاز المهاجرين، وخاصة تلك التي تتبع “جهاز دعم...
ماروتا سيتي دمشق

كعكةُ “ماروتا سيتي” بمليارات الدولارات

آلاف الأسر تتسوّل حقّها بـ"السكن البديل" على أبواب "محافظة دمشق" يستقصي التحقيق أحوال سكان منطقة المزة – بساتين الرازي في دمشق، بعد تهجيرهم من بيوتهم...
جمعية الأمل لمكافحة السرطان

معاناة اللاجئات السوريات المصابات بمرض السرطان في تركيا

تصطدم مريضات السرطان من اللاجئات السوريات في تركيا بحواجز تمنعهن من تلقي العلاج على الوجه الأمثل، بداية من أوضاعهن الاقتصادية الصعبة والاختلاف في أحقية...

خدمات المساعدة القانونية المجانية للاجئين السوريين في تركيا

غصون أبوالذهب _ syria press_ أنباء سوريا الجهل بالحقوق القانونية للاجئين السوريين في تركيا يقف حجر عثرة أمام ممارسة حقهم بالوصول إلى العدالة، ويمنعهم...

الأكثر قراءة