“سجن صيدنايا خلال الثورة”….كتاب يعرض مأساة المعتقلين في أقبيته

أطلقت “رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا”، كتاب “سجن صيدنايا خلال الثورة السورية: شهادات“، الذي يحمل بين دفتيه روايات حية لمعتقلين سابقين قضوا فترة احتجازهم في هذا السجن خلال السنوات الأولى للثورة السورية، إضافة إلى شهادة شقيقة أحد المعتقلين الذين توفوا تحت التعذيب داخله.

الكتاب الذي أُطلق اليوم الثلاثاء، يتحدث بشيء من التفصيل عن الحياة داخل السجن السيئ السمعة والمعروف باسم “المسلخ البشري”، على لسان ناجين من الموت ذاقوا أشد أنواع التعذيب والترهيب.

ويصف الكتاب يوميات المعتقلين وما يتعرضون له من حرمان بسبب سياسات التجويع، وانقطاع المياه، والوضع الطبي المتردي، وإجراءات التحقيق معهم، والمحاكمات التي تجري بحقهم، والعقوبات التي يتعرضون لها، وعمليات الإعدام، ونظام الزيارات، والتعامل مع المرضى.

ووفقًا لشهادة أحد المعتقلين، يُجبر السجانون في مشفى “تشرين” العسكري المعتقلين على قتل زملائهم الأضعف مقابل الإبقاء على حياتهم، وتقديم بعض الطعام الإضافي لهم.

ويوثق الكتاب لحظات مقتل معتقلين داخل السجن، والوسائل التي يعتمدها السجانون بعد ذلك لترهيب البقية بأجساد الأموات.

يمكن تحميل الكتاب بنسختين عربية وإنجليزية بشكل إلكتروني مجانًا، عبر موقع “رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا“، كما  يتاح الحصول على نسخة ورقية مجانية من مكتب الرابطة في مدينة غازي عنتاب التركية، إضافة إلى توزيع نسخ ورقية على المنظمات والفعاليات السورية، وإرسال بعضها إلى دبلوماسيين وصناع قرار.

 تُعرّف ”رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا” تعرّف نفسها بأنها منظمة غير حكومية وغير ربحية مسجلة في تركيا، تسعى لكشف الحقيقة وتحقيق العدالة للمعتقلين على خلفية رأيهم أو نشاطهم السياسي، كما تعمل على الكشف عن مصير المختفين قسرًا في سوريا بشكل عام وسجن “صيدنايا” بشكل خاص.

وتتعاون الرابطة مع اللجان والهيئات الدولية العاملة على التحقيق في “جرائم الحرب” و”الجرائم ضد الإنسانية” التي وقعت في سوريا، للقيام بتحقيقات وجمع الأدلة عن جرائم التعذيب والإبادة في سجن “صيدنايا”.

وكانت منظمة العفو الدولية وثقت في تقرير تحت عنوان “المسلخ البشري”، نشرته في شباط من عام 2017، إعدامات جماعية بطرق مختلفة نفذها النظام السوري بحق 13 ألف معتقل في سجن “صيدنايا”، أغلبيتهم من المدنيين المعارضين، بين عامي 2011 و2015.

وأوضحت المنظمة أن الإعدامات جرت أسبوعيًا أو ربما مرتين في الأسبوع، بشكل سري، واقتيدت خلالها مجموعات تضم أحيانًا 50 شخصًا إلى خارج زنزاناتهم، وشُنقوا حتى الموت.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

آخر الأخبار

صوت الحذر في زمن الانفتاح.. سوريا على مفترق طرق

سامر الطه_ سيريا برس يبدو أن شرفة جديدة بدأت تنفتح، ليطل منها الشعب السوري على محيطه العربي والاقليمي، ونتمنى أن تكون ممر لفتح بوابة كبيرة...

ابحث عن تقاطعك معي.. لا عن قطيعتي

سامر الطه_ سيريا برس  في رسالة الإسلام، تبدأ فكرة التغيير من الداخل، من الإنسان نفسه. فالتغيير ليس مجرد شعار يُرفع أو رسالة يُنادى بها،...

أفكار وآمال السوريين بين الاغتراب والداخل

اتسعت ابتسامة السوريين ذلك الفجر المفعم برائحة الياسمين وبعبق قلوب الأمهات تناجي أولادها "تحررنا هل من عودة"، دموع انهمرت لساعات حول العالم كغيمة صيف...

الحرب الثانية في درعا.. الجفاف ونزيف البشر

على كتف بحيرة، أضحت أثرًا بعد عين، ترامت مراكب صغيرة حملت ذكريات المصطافين لسنوات طويلة غير معلومة، واضمحلت المياه إلى أن تلاشت، ثم تحول...

مستشفى تشرين .. مصنع شهادات الموت المزورة لآلاف المفقودين السوريين

الصور الصادمة التي شاهدها العالم لآلاف السوريين وهم يبحثون عن ذويهم المعتقلين والمختفين في سجن صيدنايا، بعد سقوط حكم الرئيس السوري المخلوع بشار...
Exit mobile version