هدّدت روسيا، بالامتناع عن تمديد آلية إدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود في سوريا “في حال لم يتم إحراز تقدم في حل المشاكل الإنسانية”.
وقال المبعوث الروسي الخاص إلى سوريا، ألكسندر لافرنتيف، لوكالة “تاس” الروسية، اليوم الإثنين: ” منحنا عملياً ستة أشهر مع تمديد يصل إلى عام لإظهار استعداد المجتمع الدولي لتغيير موقفه من هذه القضية. إذا لم تكن هناك تغييرات، فسنغلق الآلية في نهاية المطاف”.
وجدد المبعوث الروسي موقف بلاده من أن “آلية العبور غير شرعية”، مشيراً إلى أن هذه الآلية “تتجاوز إطار القانون الدولي” لأنه لم يسبق وأن تم تطبيقها في العالم قبل سوريا، بحسب قوله.
وأضاف لافرنتييف: “وافقت روسيا على قرار مجلس الأمن الدولي بتمديد آلية إدخال المساعدات، على أمل أن يكون ذلك حافزاً للمجتمع الدولي لزيادة حجم المساعدات الإنسانية للحكومة السورية”.
وتابع: “ليس فقط من خلال المساعدات الإنسانية في شكل غذاء، ولكن الأهم من ذلك، إطلاق برامج التعافي المبكر، لإعادة مرافق دعم الحياة، والطاقة، وخطوط الكهرباء، ومحطات ضخ المياه، ومرافق الرعاية الصحية، والمدارس، وما إلى ذلك”.
ووفق هذا الموقف الروسي المتكرر بشأن آلية المساعدات عبر الحدود، تطالب موسكو أن تصل جميع المساعدات الأممية إلى دمشق، حيث يتم إدارة توزيعها من هناك.
روسيا تريد المساعدات عبر آلية “خطوط التماس”
وكان مجلس الأمن الدولي، أصدر في تموز الماضي القرار 2585، بعد موافقة روسيا على تمديد آلية إدخال المساعدات عبر الحدود مدة عام أخر، في ظل تنازلات أميركية، وفق ما صرح به المبعوث الأمريكي السابق إلى سوريا، جيمس جيفري.
ويبدو أن قرار مجلس الأمن الذي تم تقديمه بشكل مشترك من قبل الولايات المتحدة وروسيا قد يكون آخر تمديد لآلية المساعدات الإنسانية “عبر الحدود”، لا سيما أنه يتضمن أيضًا العمل بموجب آلية الوصول “عبر خطوط التماس” بإشراف النظام السوري، بحسب تقرير لمركز “جسور للدراسات” في 12 من تموز الماضي.
ومع أنه لم تكن هناك إشارة واضحة لاستخدام آلية المساعدات “عبر الخطوط” إلى مناطق شمال غرب سوريا، قد تستخدم روسيا هذا التأويل للضغط على الأمين العام للأمم المتحدة في التقرير المرتقَب منه بعد ستة أشهر، ولن تتوانى عن إنهاء آلية المساعدات “عبر الحدود” بعد انتهاء تفويض القرار.
اقرأ أيضاً وافق مجلس الأمن عليها كحل وسط.. هل يحتاج السوريون لمساعدات “الإنعاش المبكر”؟
وسمح مجلس الأمن لأول مرة بعملية مساعدات “عبر الحدود” إلى سوريا في عام 2014 بأربع نقاط، هي معبر “الرمثا” الحدودي مع الأردن، و”اليعربية” الحدودي مع العراق، و”باب السلامة” المقابل لتركيا، لكنها خُفضت العام الماضي من قبل المجلس بعد اعتراض روسي- صيني، واقتصرت المساعدات على معبر “باب الهوى” الحدودي مع تركيا.