أسماء رزوق _ سيريا برس
حلول قاتلة في غرفة الإنعاش، باخرة محملة بالوقود من إيران سابقة أعلنها حزب الله اللبناني بحجة تخفيف النقص الحاد بالمحروقات والتي يعاني منها لبنان، ضمن جملة من الصعوبات والتحديات والكوارث المحيطة به، معاناة حقيقية بل مأساة مريرة يخوضها هذا البلد ضمن هيمنة حزب الله و محاولاته المستمرة في زج النفوذ الإيراني في البلاد.أوضح حزب الله أن شحنة من الوقود الإيراني ستقوم بتخفيف الضغط والنقص الحاد الذي تعاني منه البلاد.
في حين غرد رئيس تيار المستقبل اللبناني سعد الحريري عبر حسابه في التويتر بإن “حزب الله لن يحصل على تأشيرة لتسليم لبنان إلى السطوة الإيرانية”، وأردف الحريري بسؤال “هل ما سمعناه هذا الصباح عن وصول السفن الإيرانية هو بشرى سارة للبنانيين أم إعلان خطير بزج لبنان في صراعات داخلية وخارجية؟”
ونوه بأنه “يستطيع حزب الله أن يحصل على تأشيرة تواطؤ مع العهد (عهد رئيس البلاد ميشال عون)، لكنه لن يحصل من أكثرية اللبنانيين على إجازة مرور لتسليم لبنان للسطوة الإيرانية”.كما وأوضح: “الحزب يعلم أن سفن الدعم الإيرانية ستحمل معها إلى اللبنانيين مخاطر وعقوبات إضافية على شاكلة العقوبات التي تخضع لها فنزويلا ودول أخرى”، ويعلم حزب الله أن أساس أزمة المحروقات التهريب المتعمد لخدمة النظام السوري.
وتساءل رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ” لماذا ترفض طلبات القطاع الخاص باستيراد الوقود بأسعاره الحقيقية بعد أن عجزت الدولة عن ذلك، ويفتح الباب على مصرعيه لحزب الله.كما وجه سؤال للرئيس عون ” هل سيتم ترك الحزب الذي صادر القرار الاستراتيجي والعسكري والأمني للبنان ليصادر القرار الإقتصادي.
وحمل جعجع عون المسؤولية كاملة عما يمكن أن يلحق لبنان جراء عدم تحرير النفط والأدوية بطريقها القانوني والسماح للحزب بالقيام بكل ما يريد بأساليب ملتوية وغير قانونية دولياً.في الوقت ذاته حذر رئيس حزب الكتائب سامي الجميل برده على تصريحات نصر الله بأن نفط إيران سيتسبب بحصار وعقوبات على لبنان، وبأنه خرق للقانون الدولي.
يبدأ نصر الله بتصريحه بـ تنطلق سفينتنا الأولى منوهاً أنها ليست الأخيرة بعقد جمعي مع إيران في فتح بوابات الاستباحة للبلاد، وبأن السفينة القادمة من إيران هي لبنانية مكرراً بخطاب المقاومة المعتاد، لكن أي مقاومة يتحدث عنها، ضمن مفهوم الإيدلوجية و التبعية لإيران والتي لطالما كانت مقصلة تغتصب أركان البلاد.
ليرد رئيس حزب الكتائب سامي الجميل بأن ما يحصل في لبنان ليس حصاراً وإنما هو عجز عن دفع الأموال، وليس نصر الله من يفك الحصار بل الحصار سيأتي بسبب نصر الله، وذلك بجلب باخرة إيرانية مخالفاً القانون الدولي وعقوباته، كما يسعى نصر الله لخلق ساحة مواجهة مع إيران في لبنان في وجه المجتمع الدولي والعربي، وفي عزل لبنان ليختنق ضمن أكف إيرانية بـ انغماسه مع صراعات المنطقة.
لم يذكر نصر الله كيف سيتم تمويل شحنة الوقود القادمة من إيران ضمن تعتيم لطالما كان بلاعة لكوارث تحيط بأي خطاب يدلي به، وكان نصر الله قال في يونيو/ حزيران إن إيران مستعدة لقبول الدفع بالعملة اللبنانية التي فقدت أكثر من 90 بالمئة من قيمتها في عامين.
وقالت الرئاسة اللبنانية في وقت لاحق في سلسلة من التغريدات على صفحتها في موقع تويتر إن السفيرة الأمريكية أبلغت الرئيس ميشال عون عبر اتصال هاتفي الخميس، بقرار الولايات المتحدة مساعدة لبنان في الحصول على الطاقة الكهربائية من الأردن عبر سوريا. ولم يصدر تعليق فوري على الأمر من السفارة الأمريكية في لبنان.
وتضمن الخطة توفير الغاز الطبيعي المصري للأردن لتوليد الكهرباء الإضافية التي يمكن نقلها إلى لبنان عبر سوريا، وكذلك تسهيل نقل الغاز الطبيعي إلى لبنان.وقال بيان الرئاسة إن المفاوضات مستمرة مع البنك الدولي لتمويل تكلفة الغاز وإصلاح خطوط نقل الكهرباء وتقويتها، فضلا عن صيانة أنابيب نقل الغاز.
من الجدير بالذكر أن العقوبات الأمريكية فرضت على إيران في عام 2018 عندما انسحب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع طهران، وكانت قد صنفت حزب الله اللبناني كمنظمة إرهابية أسسها الحرس الثوري الإيراني في عام 1982، مشمولا بسلسلة من العقوبات الأمريكية.
لبنان الواقع تحت عنفة الموت الإنساني والاقتصادي والاجتماعي منذ بدء الحرب الأهلية اللبنانية عام 1975 والتي انتهت في 1990 ، مازال يعاني حتى الآن من تبعات الحرب، ليموت الناس في برد الإنهيار لكل مفاصل البلاد، تحت مسمى الحرب الباردة على صفيح ساخن من الاغتيالات والمؤامرات والنزاعات الدفينة والمعلنة، ليقع اسم حزب الله مكرراً بين أسئلة الاغتيالات و تفاصيل التفجيرات، متصدراً ومتعمداً سلب آمال المواطنين اللبنانين التالفة أرواحهم من سوء المعيشة و ضغوط النزاعات الطائفية والاقتصادية والاجتماعية، ليبقى أخيراً وليس آخراً.. السؤال كم رصاصة سيحتمل هذا البلد، حتى ينقل من غرفة الإنعاش إلى غرفة الحياة الطبيعية أمام من يرغب في إنقاذه.