تشهد الأسواق السورية ولا سيما في مناطق سيطرة الحكومة السورية، فقدان العديد من السلع الغذائية والأساسية وعلى رأسها “السكر والزيت”، وسط ارتفاع أسعارها واتهامات للتجار باحتكارها.
وأكدت صحيفة “الوطن” المحلية، أن المواد الأساسية مثل السكر والزيت وغيرها إضافة إلى المنظفات والمحارم ومستلزمات الأطفال الصحية، غابت من الأسواق بشكل نهائي.
وألقت اللوم على الرقابة التموينية، مضيفة أنها عاجزة تماما على الحد من ارتفاع الأسعار واحتكار المواد الأساسية.
وقال أستاذ في كلية الاقتصاد بجامعة دمشق، علي كنعان للصحيفة،”إن ارتفاع أسعار المواد اليومي والمتسارع في السوق حاليا سببه الرئيسي احتكارها من بعض التجار واستغلال البعض لتطورات الأزمة الأوكرانية لرفع الأسعار”، لافتا إلى عدم وجود أي مبرر لارتفاعها حاليا.
وأوضح كنعان، أن الحل لضبط الأسعار وانخفاضها وتوفر المواد خلال الأيام القادمة هو التوجه لاستيراد المواد التي كانوا يستوردونها من أوكرانيا من دول أخرى، إضافة لقيام الحكومة بفتح باب الاستيراد لكل من هو قادر على الاستيراد من دون سؤال المستورد عن مصدر القطع الأجنبي الذي لديه.
اختفاء مواد تموينية
في الأثناء، كشف “رئيس لجنة سوق البزورية” في دمشق محمد نذير السيد حسن، عن أن السوق يشهد حالة من الاضطراب، وعدم الاستقرار نتيجة اختفاء العديد من المواد التموينية التي تمس حياة المستهلك، مما أدى إلى ارتفاع أسعارها ارتفاعاً قياسياً إن وجدت لدى باعة المفرق أو نصف الجملة.
ولفت إلى أن حالة من الانكماش تسيطر على السوق وأن بعض المحال تفتقد أكثر من 50 في المئة لموادها.
وأشار السيد حسن لصحيفة “الوطن”، إلى أن ارتفاع الأسعار قد طال مواد لا علاقة لها بأوكرانيا، فالرز المتوافر في الأسواق السورية على اختلاف أنواعه مصدره من الهند ودول شرق آسيا.
اقرأ أيضاً كيف ينعكس غزو أوكرانيا على معيشة السوريين؟
وأضاف أن المستوردين الأساسيين لمادة الرز وغيرها من المواد لا يستوردون بالقطعة بل قد يستورد التاجر عدة بواخر أو عشرات “الكنتنرات” من المادة، متسائلاً أين اختفت هذه المواد ولماذا ارتفع سعرها فجأة؟
وأوضح أن المستورد حينما يتعاقد على استيراد مادة ما حالياً، فإن فترة وصولها تستغرق وقتاً، مضيفاً أن جميع المواد الموجودة في الأسواق قديمة ومع ذلك فقد ارتفعت إلى مبالغ خيالية حيث صل سعر كيلوغرام البرغل إلى 4 آلاف ليرة
احتكار التجار وراء فقدان المواد
من جهته، قال نائب رئيس جمعية حماية المستهلك في دمشق، ماهر الأزعط، إن السبب وراء فقدان بعض المواد وقلتها في السوق يعود إلى احتكار التجار لهذه المواد، مشيرا إلى أنها من المواد الأساسية والضرورية للمواطن وليست الزيوت فقط إنما البقوليات التي يحتاجها المواطن ويستهلكها بكثرة خلال شهر رمضان.
وأكّد أن المواطن إذا أراد أن يجول البقاليات في دمشق وريفها لا يجد حتى ليتر زيت واحد، مطالباً بضرورة تشكيل خلية أزمة خلال الفترة الحالية لمعالجة الأمور الاقتصادية.
وشهدت أسعار معظم السلع والمواد الأساسية في الأسواق السورية ارتفاعاً غير مسبوق مع بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، بالتزامن مع تطبيق قرار رفع الدعم عن فئات من السوريين من قبل حكومة النظام السوري، وضعف القدرة الشرائية للعملة المحلية المتدهورة أمام الدولار.