عاد ملف سعر “الزيت النباتي” إلى الواجهة مجددا، بعد أن وصل سعر الليتر الواحد إلى حدود 11 ألف ليرة سورية، في ظل انتقادات واسعة، واتهام المؤسسة السورية للتجارة باحتكار استيراده، وسط ترقب في الأسواق من جانب آخر لتأثيرات رفع سعر المازوت الصناعي.
شح مادة الزيت النباتي مستمر
قال وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في حكومة النظام عمرو سالم إن “تصريح أحد أعضاء مجلس إدارة (غرفة تجارة دمشق) حول عدم سماح (وزارة الاقتصاد) إلا لتاجرين باستيراد زيت دوار الشمس هو تصريح كاذب”.
وأضاف سالم في منشور عبر صفحة الوزارة على “فيسبوك” مساء أمس الثلاثاء أن “هذا التصريح كاذب وغير مسؤول ولا يُقبل أن يصدر عن عضو مجلس إدارة غرفة تجارة”.
وأوضح أن “مصانع تكرير وتعبئة الزيت النباتي في سوريا استوردت 58 ألف طن زيت بقيمة 43 مليون يورو منذ بداية العام الحالي 2021 وحتى 30 أيلول الفائت موزعة على عدد من التجار وليس تاجرين”.
واعتبر سالم أن “كل كلام غير ذلك هو كاذب وهدفه خلق البلبلة وتبرير الاحتكار”، مهدداً محتكري الزيت، إذا لم يطرحوا المادة خلال الأيام القليلة المقبلة.
كانت نقلت صحيفة “الوطن” الموالية على لسان عضو مجلس إدارة غرفة تجارة دمشق “ياسر أكريم”، قوله: إن “سعر الزيت في العالم أرخص من سوريا”، مشيرا إلى أن هناك ارتفاعا عالميا في سعر الزيت، لكن لا يصل لسعر المبيع الذي نراه عندنا.
وبحسب “أكريم”، فإن الذين يستوردون الزيت هم شخصان فقط ويستوردانه بكميات كبيرة ويتم تعبئته بعبوات صغيرة في سوريا، ويأتي من الخارج بعبوات كبيرة ولا يتم تصنيعه في سوريا، إنما يتم تعبئته فقط.
ووفقا لـ”أكريم”؛ فإنّ “قلة عدد المستوردين أدّت إلى احتكار المادة وقلتها في السوق وبالتالي ارتفاع سعره”.
وسبق أن كشف رئيس “جمعية حماية المستهلك” عبد العزيز المعقالي أن أسعار مادة الزيت النباتي في سوريا مرتفعة ثلاثة أضعاف عن السعر العالمي.
وكانت حكومة النظام وعدت مرات كثيرة بـ “التدخل الإيجابي” لتأمين المادة وبيعها بأسعار أقل من السوق، إلا أن كل وعودها ذهبت أدراج الرياح، وبقيت أسعار المادة مرتفعة في الأسواق الأمر الذي شكل عبئاً أثقل كاهل السوريين.
اقرأ أيضاً هل تتجه حكومة النظام لرفع الدعم عن الماد الأساسية في سوريا؟
ترقب لآثار رفع سعر المازوت الصناعي
في السياق، تترقب أسواق المدن في مناطق سيطرة النظام السوري، نتائج ارتفاع أسعار مادة المازوت الصناعي، وانعكاساتها، خاصةً بعد رفع سعر لتر المازوت الصناعي إلى 1700 ليرة.
ووفقا لصحيفة “الوطن”، ساد التذمر في الشارع نتيجة الارتفاع غير المقبول في أسعار العديد من المواد، كما أن السوق يترقب تبدلات أسعار المازوت الصناعي وتوافره.
وارتفعت على الفور أسعار بعض المواد، مثل “الأجبان والألبان واللحوم البيضاء والبيض”فضلا عن البطاطا التي سجلت رقما قياسيا ليصل سعر الكيلو الواحد إلى 2800 ل.س، بحسب الصحيفة الموالية.
يذكر أن وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، التابعة للنظام، رفعت منذ أيام سعر مادة المازوت الصناعي إلى 1700 ليرة للتر الواحد بعدما كان 650 ليرة، شرط توفيره، بذريعة كسر سعر السوق السوداء الذي يصل إلى 4000 ليرة للتر.
ويعاني المستهلك في مناطق سيطرة النظام، من ارتفاعات هائلة في اﻷسعار، ويدور المواطن السوري يومياً في دوامة الأسعار التي ترتفع بشكل يومي، وسط تبرير حكومي مستمر دون حلول.