دلالة عدم عرقلة روسيا تمديد آلية المساعدات الإنسانية عَبْر الحدود إلى سورية

في 10 كانون الثاني/ يناير 2022، أعلن مجلس الأمن الدولي تمديد القرار 2585 (2021) تلقائياً مدّة 6 أشهر دون تصويت. وبالتالي، استمرار تدفُّق المساعدات الإنسانية عَبْر الحدود إلى سورية من “باب الهوى” حتى 10 تموز/ يوليو.


وكان الأمين العامّ للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قد شدّد في التقرير الذي قدّمه لمجلس الأمن الدولي في 15 كانون الأول/ ديسمبر، على ضرورة استمرار المساعدات الإنسانية عَبْر الحدود دون موافقة النظام السوري.


ومع أنّ نصّ القرار كان يشترط التمديد التلقائي 6 أشهر بناءً على تقرير الأمين العامّ، إلّا أنّ ذلك لا يعني عدم وجود تفاهُم بين الولايات المتحدة وروسيا؛ لا سيما أنّ هذه الأخيرة سبق أن اشترطت في 27  كانون الأوّل/ ديسمبر 2021، تمديد آلية إدخال المساعدات الإنسانية عَبْر الحدود بإحراز تقدُّم في حل المشاكل الإنسانية ضِمن مناطق النظام السوري.


ومن غير الضروري أن يكون التفاهم الجديد قد تطرّق إلى توسيع الاستثناء الممنوح لمشاريع التعافي المبكر، أي أنّه لم يشمل البِنْية التحتية، وما زال يقتصر على العمليات الإنسانية، ولم يتضمن أيضاً تغيُّراً كبيراً في حجم تدفُّق المساعدات عَبْر خطوط التماسّ التي لم تتجاوز 100 شاحنة خلال النصف الثاني من عام 2021.

من المتوقّع حصول روسيا على مكاسب لضمان عدم الاعتراض على تمديد القرار، من قَبِيل تخفيف الولايات المتحدة لمزيد من القيود الاقتصادية على النظام السوري، أو على أقل تقدير تفعيل قائمة الاستثناءات من عقوبات قانون “قيصر”، لا سيما تلك التي تتعلّق بضخّ الغاز العربي وإيصال الكهرباء إلى لبنان عَبْر سورية، فالإدارة الأمريكية أبدت مرونة مع المقترح، لكنّها لم توافق بشكل نهائي ورسمي عليه.


في الواقع، لا يُمكن إغفال تزامُن تمديد آلية المساعدات الإنسانية عَبْر الحدود مع انعقاد الجلسة الثالثة والاستثنائية من حوار الاستقرار الإستراتيجي بين الولايات المتحدة وروسيا مطلع كانون الثاني/ يناير، بمعنى أنّ موسكو حرصت على عدم التصعيد مع واشنطن؛ على اعتبار أنّ القرار 2585 (2021) كان مدخلاً لاختبار إمكانية التعاون بين الطرفين بعد القمة الثنائية بين زعيمَي البلدين منتصف حزيران/ يونيو 2021.


ومع ذلك، فإنّ روسيا لا تألُو جهداً في توسيع الاعتماد على تدفُّق المساعدات الإنسانية عَبْر خطوط التماسّ، من ناحية تعزيز عمل مكتب الأمم المتحدة في دمشق على حساب مكتبها في تركيا، واستمالة المزيد من المنظمات الدولية للعمل في مناطق النظام السوري. 

المصدر: مركز جسور للدراسات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

آخر الأخبار

سوريّات في فخ “تطبيقات البث المباشر”..بين دعارة إلكترونية واتجار بالبشر

يستقصي هذا التحقيق تفشي “تطبيقات البث المباشر” داخل سوريا، ووقوع العديد من الفتيات في فخ تلك التطبيقات، ليجدن أنفسهن يمارسن شكلاً من أشكال “الدعارة...

ابتزاز واغتصابٌ وتعذيب.. سوريون محاصرون في مراكز الاحتجاز اللّيبية

يستقصي هذا التحقيق أحوال المحتجزين السوريين في ليبيا خلافاً للقانون الدولي، وانتهاكات حقوق الإنسان داخل مراكز احتجاز المهاجرين، وخاصة تلك التي تتبع “جهاز دعم...

كعكةُ “ماروتا سيتي” بمليارات الدولارات

آلاف الأسر تتسوّل حقّها بـ"السكن البديل" على أبواب "محافظة دمشق" يستقصي التحقيق أحوال سكان منطقة المزة – بساتين الرازي في دمشق، بعد تهجيرهم من بيوتهم...

معاناة اللاجئات السوريات المصابات بمرض السرطان في تركيا

تصطدم مريضات السرطان من اللاجئات السوريات في تركيا بحواجز تمنعهن من تلقي العلاج على الوجه الأمثل، بداية من أوضاعهن الاقتصادية الصعبة والاختلاف في أحقية...

خدمات المساعدة القانونية المجانية للاجئين السوريين في تركيا

غصون أبوالذهب _ syria press_ أنباء سوريا الجهل بالحقوق القانونية للاجئين السوريين في تركيا يقف حجر عثرة أمام ممارسة حقهم بالوصول إلى العدالة، ويمنعهم...
Exit mobile version