دعا ناشطون محليون لعصيان مدني في السويداء، تحت شعار “ما رح خلي ولادي يبردوا”، مطالبين النظام السوري بتأمين 400 لتر من مادة مازوت التدفئة لكل عائلة، أي ضعف الكمية التي تعهدت بها “السورية لتخزين وتوزيع المشتقات البترولية”.
جاءت الدعوة للعصيان المدني، وسط حالة الاستياء بين سكان محافظة السويداء، في ظل عدم قدرة كثير من الأهالي على تأمين مادة المازوت للتدفئة.
ولم تلتزم حكومة النظام بتوفير 50 ليترًا من المازوت كانت “الشركة السورية لتخزين وتوزيع المشتقات البترولية”، أعلنت التزامها بتوزيعها كدفعة من مخصصات العائلة الواحدة من مازوت التدفئة لفصل الشتاء.
كما لم يجر حتى ساعة إعداد هذه المادة، توزيع أي من مخصصات المحروقات من قبل حكومة النظام في المحافظة، رغم اقتراب فصل الشتاء.
في الأثناء، ذكرت شبكة “الراصد” المحلية، أن قائد فصيل مسلح محلي أكد استعداد عناصر فصيله لحماية الناشطين السلميين، حتى تلبية مطالبهم التي تشكل مطالبًا عامة لأهالي المحافظة.
وكان رئيس نقابة عمال البلديات في “اتحاد عمال السويداء”، خالد الخطيب، أعلن في 29 من أيلول، أن مئات من العمال في المحافظة قدّموا استقالاتهم بسبب ارتفاع أجور النقل والمواصلات التي تستهلك نحو نصف معاشاتهم الشهرية، وفق ما نشرته صحيفة “المحلية.
وأكد ضياء أن المعاشات الشهرية لا تكفي حتى لوسائل النقل التي يستخدمها المواطن، مشددًا على ضرورة تأمين حكومة النظام لـ 400 ليتر من المازوت لكل عائلة، لتتمكن من تدفئة أبنائها.
وينشط بيع المحروقات في السوق السوداء على “بسطات” بيع البنزين والمازوت المنتشرة على جوانب الطرقات، بأسعار مرتفعة، إلى جانب ارتفاع أسعار الحطب، الذي يبلغ ثمن الطن الواحد منه 600 ألف ليرة سورية، في السويداء.
وتواجه مادة المازوت أيضًا ارتفاع أسعار كبير في السوق السوداء، حيث يباع الليتر الواحد بنحو ثلاثة آلاف و500 ليرة سورية، أي سبع أضعاف السعر الذي حددته حكومة النظام في تموز الماضي.
وكانت رفعت حكومة النظام، في 11 من تموز الماضي، إلى جانب أسعار عدة سلع أساسية، سعر ليتر المازوت بنحو 178% عن سعره السابق، ليبلغ ثمن الليتر الواحد 500 ليرة سورية، بعدما كان 180 ليرة.
وعمدت حكومة النظام إلى رفع أسعار المحروقات أكثر من مرة خلال العام الجاري، نتيجة انهيار الليرة السورية وانخفاض حجم التوريدات النفطية من إيران، وتأخر وصولها بسبب استهداف إسرائيل للناقلات الإيرانية.
وتقدر حاجة مناطق سيطرة النظام من المازوت يومياً بنحو 7000 طن أي ما يعادل نحو 2.5 مليون طن سنوياً، في حين تقدر حاجة البلاد من البنزين يومياً بنحو 5000 طن ما يعادل تقريباً 2 مليون طن سنوياً.
اقرأ أيضاً النفط السوري بين 10 أعوام…كم ينتج النظام الآن وكم تبلغ خسائره وهل تنقذه إيران؟
ويلجأ النظام لتعويض النقص الحاصل في سوريا إلى استيراد النفط من إيران، وتقدر كمية النفط المستوردة نحو 3 ملايين برميل من النفط الخام شهرياً، أي نحو 100 ألف برميل يومياً.
وتصل كلفة مايتم استيراده من النفط الخام الإيراني، بنحو 5 ملايين دولار أميركي شهرياً، أي ما يعادل 1.8 مليار دولار سنوياً، وفقاً لإحصائيات الحكومة السورية.