نشر “الأمن العسكري” حواجز جديدة في مدينة جاسم بريف درعا الشمالي تزامنًا مع انسحاب قوات “أمن الدولة”.
ونقل تجمع “أحرار حوران”، عن قيادي عسكري في المعارضة قوله، إن عناصر فرع أمن الدولة انسحبوا من مقراتهم ونقاطهم الأمنية، وسلموها لعناصر فرع الأمن العسكري، وذلك بعد فشل قوات أمن الدولة في اقتحام الحي الغربي من المدينة خلال شهر آذار الماضي.
وأوضح القيادي الذي فضل عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية، أن هدف النظام من نقل إدارة المدينة إلى فرع الأمن العسكري هو زيادة القبضة الأمنية عليها وإزاحة معارضيه، عن طريق عمليات الاغتيال التي يقف خلف معظمها وبأوامر من رئيسه العميد لؤي العلي.
وأضاف المصدر، أن النظام يرى أن الأمن العسكري أقوى أمنياً من أمن الدولة، حيث تربط رئيسه “العلي” علاقات واسعة مع الميليشيات الإيرانية و”حزب الله”، مشيراً أن عمليات الاغتيال تنطلق من مكتبه بالتنسيق مع تلك الميليشيات.
وكانت نقلت قوات النظام السوري، في 19 من آذار الماضي، العميد عقاب صقر عباس، المسؤول عن قوات “أمن الدولة” في محافظة درعا إلى دمشق، على خلفية فشل الهجوم على مدينة جاسم.
وفي 15 من آذار الماضي، هاجمت دورية أمنية لقوات “أمن الدولة” مدينة جاسم بريف درعا الشمالي، واشتبكت مع مقاتلين سابقين في فصائل المعارضة، ما أسفر عن مقتل خمسة عناصر من قوات النظام وتدمير ست آليات عسكرية
عملبات دهم مكثفة
وكثفت قوات النظام عمليات الدهم والاعتقال خلال الشهرين الماضيين، مستهدفة عدة مدن وبلدات في ريفي درعا الشرقي والغربي.
وكان أحدها عملية أمنية استهدفت مدينة جاسم، بحجة وجود أسلحة وذخائر، سبقها عملية مشابهة نفذها فرع أمن الدولة في مدينة انخل القريبة، أسفرت عن اعتقال مدني.
وسبق أن هددت قوات النظام في تشرين الأول 2021، باقتحام المدينة وقصفها بالمدفعية في حال لم تُسلّم 200 قطعة سلاح كشرط لإجراء “التسوية” فيها، والتي جرت في 3 من تشرين الأول بعد التوصل لاتفاق.
وضع أمني هش رغم “التسويات”
ورغم التسويات الأمنية في محافظة درعا، إلا أن الوضع الأمني مازال هشاً، حيث تشهد المحافظة بشكل شبه يومي عمليات تفجير سيارات مفخخة أو عبوات ناسفة، أو اغتيال شخصيات في المعارضة المسلحة سابقا، وأحيانا أخرى لمدنيين.
وأجرت اللجنة الأمنية في درعا في الفترة ما بين شهري أيلول وتشرين الأول الماضي عمليات “تسوية” في مدينة درعا ومعظم مناطق المحافظة، تمت خلالها تسوية وضع عدد من المنشقين عن النظام والمدنيين.
اقرأ أيضاً درعا بعد “التسويات”.. إنهاء عمل اللجنة الأمنية وتقاسم نفوذ جديد
وتبع ذلك دخول محافظة درعا في مرحلة توزع نفوذ جديد للسيطرة بين مخابرات النظام، والتي يتوزع ولاؤها بين إيران وروسيا.