حدد رئيس حزب “المستقبل” ورئيس وزراء تركيا السابق أحمد داود أوغلو، 3 شروط لإجراء اتصالات رسمية مع النظام السوري.
وقال داود أوغلو خلال لقاء صحفي على منصة “ميديا سكوب” التي تبث على منصتي “Youtube” و”بودكاست”، إن الشرط الأول هو أن يبدأ النظام فعليا بعملية مصالحة وسلام داخل البلاد، لكن هذا غير موجود الآن، أما الشرط الثاني فهو سيطرة النظام بالقوة على كامل الأراضي السورية وهذا أيضا غير موجود”.
أما الشرط الثالث بحسب داود أوغلو فهو أن “تكون لهجة النظام الرسمية متعاونة مع تركيا وتسعى للتقارب معنا، وهذا أيضا غير موجود”.
ورأى داود أوغلو أنه “كان من المفترض على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن يطالب نظيره الروسي بتطبيق قرار الأمم المتحدة الصادر عام 2015 والذي وقع عليه بنفسه”، والذي يقضي بإطلاق عملية انتقال سياسي من دون وجود الأسد، حينها يمكن البدء بالمحادثات مع النظام لتسيير عملية الانتقال السياسي.
وأشار داود أوغلو إلى أن “المواقف والتصريحات الأخيرة الصادرة عن وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، جاءت بعد ضغط شديد من الرئيس الروسي بوتين في قمة سوتشي الأخيرة مطلع آب الجاري، بهدف إعطاء بشار الأسد الشرعية مرة أخرى”، وفق تعبيره.
وكان كشف مولود جاويش أوغلو، عن أنه أجرى محادثة “قصيرة” مع وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، وذلك على هامش اجتماع “حركة عدم الانحياز” الذي عقد في تشرين الأول 2021، بالعاصمة الصربية بلغراد.
واعتبر جاويش أوغلو، أنه من الضروري “تحقيق مصالحة بين المعارضة والنظام في سوريا بطريقة ما”، معتبرًا أنه لن يكون هناك “سلام دائم دون تحقيق ذلك”.
وأضاف، “يجب أن تكون هناك إرادة قوية لمنع انقسام سوريا، والإرادة التي يمكنها السيطرة على كل أراضي البلاد لا تقوم إلا من خلال وحدة الصف”، بحسب تعبيره.
الخارجية التركية تفسر تصريحات جاويش أوغلو
تبع تصريحات الوزير التركي، إصدار وزارة الخارجية التركية، أمس الجمعة، بيانًا توضيحيا، شددت من خلاله على ضررة حل الصراع في سوريا كليا، وفقًا لخارطة الطريق المنصوص عليها في قرار مجلس الأمن الدولي رقم “2254”، بالتعاون مع جميع أصحاب المصلحة في المجتمع الدولي.
واعتبر البيان، أن القضايا التي عبر عنها الوزير التركي، مولود جاويش أوغلو، بالأمس، تشير إلى ذلك من خلال توفير الحماية المؤقتة لملايين السوريين.
وستواصل تركيا مساهمتها النشطة في الجهود المبذولة لتهيئة الظروف المناسبة، للعودة الطوعية والآمنة للاجئين، وفق البيان.
تركيا لم ولن تترك السوريين المضطهدين
إلى ذلك، قال وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو في تغريدة أمس الجمعة، إن تركيا لم تترك ولن تترك أبدًا الشعب الذي كان يئن وحيدًا تحت وطأة اضطهاد النظام السوري، وحزب “الاتحاد الديمقراطي”، معتبرًا أنها “تحمي صداقتها وجيرتها وإنسانيتها”، بحسب تعبيره.
وأمس الجمعة، تحدثت مصادر دبلوماسية لموقع “BBC News” باللغة التركية، عن أن “التصريحات التي تزامنت مع تداول أخبار عن نية تركيا الحوار مع النظام السوري، لاتعني أن أنقرة غيرت سياستها تجاه سوريا”.
وبحسب المصادر، فإن جاويش أوغلو نقل إلى فيصل المقداد رسالة مفادها أن “العمليات العسكرية التركية العابرة للحدود في سوريا ليست ضد سيادة سوريا، بل هي لضمان وحدة وسلامة الأراضي السورية”.