اشتمل خطاب الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” أمام الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية، الأربعاء، على خطة طريق جديدة فرضتها المستجدات السياسية والعسكرية الأخيرة في محافظة إدلب وشمال غرب سوريا عموماً. وطرحت تصريحاته العديد من الافتراضات والتحليلات المرتبطة بمستقبل المنطقة.
الكاتب الصحفي “فراس علاوي” يقرأ “لسيريا برس” ما بين سطور خطاب الرئيس التركي فيقول :
لهجة أردوغان هي لهجة غاضبة، لكنها تحت سقف مخرجات ومحددات سوتشي، الرئيس التركي لا يريد الخروج عن ما صيغ في سوتشي هو يريد المحافظة على الحد الأعلى من التوافق مع الروس، وبذات الوقت لا يريد أن يرى ردة فعل في الشارع التركي، فالخطاب جاء بداية موجه للشارع التركي الغاضب مما جرى في إدلب من حيث مقتل عدد من المقاتلين الأتراك، والخطاب يتحدث تماماً من بعد ماحصل، هو لا يتحدث عن ردة فعل حالية عما جرى، فقد قال “إذا استمرت خروقات النظام”.
يبدو أن الأتراك يصعدون اللهجة من أجل الوصول لاتفاق آخر مع الروس تحديثاً لاتفاق سوتشي، أعتقد أن أي صدام آخر سوف يكون الرد التركي قوياً، أما اللحظة فاللهجة التي تحدث بها “أردوغان” فهي لهجة تهديد مباشر للنظام، وبنفس الوقت وجه رسالة للروس بأن الصبر التركي تجاه الصمت الروسي سينفذ قريباً .
الرسائل التي أراد “أردوغان” ايصالها، أولاً هي للداخل التركي، بأننا لن نسكت وأن دماء الشهداء الأتراك لن تذهب سدى، لكننا سنرد في الوقت الذي نحدده نحن، “كان في خطاب سابق وفي خطاب الأمس قد حدد نهاية شهر شباط للعودة إلى اتفاق سوتشي”.
كما أشرت سابقاً، هو عبارة عن تحميل الطاولة السياسية لطلبات سياسية أخرى، عملية رفع سقف المفاوضات مع الروس، كل هذا سيؤدي بالنهاية إلى اتفاق جديد روسي تركي، إلا إذا كان التدخل الأميركي بعد زيارة “جيفري” سيغير بعض موازين القوى، طبعاً الأتراك سيحاولون الاستفادة قدر الإمكان من زيارة “جيفري” بالايحاء للروس بأن الانتقال إلى الضفة الأخرى، وهي الضفة الأميركية جاءت في حال أن الروس لم ينفذوا ما عليهم أيضاً في اتفاق سوتشي .
المنطقة في الوضع الحاضر على الأقل غير ذاهبة للتصعيد، الأتراك لايريدون التصعيد في المنطقة ولا الروس، الجميع يريدون الوصول إلى حد من التفاهمات يرضي جميع الأطراف .
بالإضافة إلى أن اللاعب الايراني أيضاً موجود في المنطقة، كل هذا حمله الرئيس “أردوغان” في خطابه، والخطاب كان الهدف منه أيضاً توجيه رسالة للداخل التركي حتى يمتص نقمته وغضبه، ويقطع الطريق على المعارضة التركية بمحاولتها اللعب على العاطفة التركية التي يمتلكها الشعب بعد مقتل عدد من الجنود .