اشتمل خطاب الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” أمام الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية، الأربعاء، على خطة طريق جديدة فرضتها المستجدات السياسية والعسكرية الأخيرة في محافظة إدلب وشمال غرب سوريا عموماً. وطرحت تصريحاته العديد من الافتراضات والتحليلات المرتبطة بمستقبل المنطقة.
عضو الإئتلاف الوطني وقائد حركة تحرير الوطن العميد “فاتح حسون” يطرح لـ “سيريا برس” رؤيته حول ما تضمنه خطاب الرئيس التركي فيقول:
قبل الحديث عن الخطاب الذي ألقاه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لا بد من أن نعرج في عجالة على الأسلوب الذي اتبعته الدبلوماسية التركية في التعاطي مع الملف السوري الهام جدا والشائك في آن معا/ بالنسبة للبلد الجار تركيا والذي يعتبر هدف استراتيجي على مائدة تقاسم المصالح لدى الدول الكبرى/.
دأبت تركيا على تغليب الحل السياسي والمفاوضات على الحل العسكري والتدخل من خلال القوة ،فكانت العديد من الجولات المكوكية والمؤتمرات والاجتماعات مع كافة الأطراف وخاصة مع الجانب الروسي.
ولا ننسى كمّ النقد التي تعرضت له تركيا من قبل الدول والأحلاف والهيئات الأوروبية والأمريكيةـ وحتى العربية والمحلية، بسبب تلك الاجتماعات. والعلاقة المتنامية مع الروس والتي نتج عنها اتفاق سوتشي /الحجة الدامغة للتدخل التركية الحالي إضافة لاتفاقيات أستانا/ وما يتضمنه من بنود ونقاط أصبحت حرجة بالنسبة للروس والنظام السوري ،وتتالت الخروقات من قبل النظام تارة والروس والإيرانيين تارة أخرى مع رفع شعارات عدم قدرة تركيا على الالتزام بتنفيذ البنود المتعلقة بالاتفاق.
إلى أن جاءت العملية العسكرية الأخيرة التي تعكس الحقيقة التي انتظرتها تركيا لتظهر مدى مكر وخداع الجانب الروسي ودوره المعطل للعالم أجمع وعدم جديته ،ورغبته في إضاعة الوقت وحصد المزيد من النتائج على الأرض على حساب الضامن التركي، الأمر الذي أعطى الجانب التركي الشرعية بالتدخل العسكري أمام دول العالم وأولها روسيا /بمقتضى تطبيق اتفاق سوتشي التي لا تستطيع أن تنكره وهي الموقعة على بنوده وضامن مفترض لتطبيقه/،جاء التدخل العسكري التركي لتحصين أمرين الأول: الموقف التركي كضامن حقيقي لمصالح تركيا وأمن مواطنيها فمن غير المنطقي أن تسلم الحدود التركية السورية للنظام المجرم.
الأمر الثاني: موقف تركيا كضامن للشعب السوري الثائر الذي وثق بالدبلوماسية التركية وتفاءل بها خيرًا يحتم عليها الإيفاء بالتزامها تجاهه، وهذا ما أكده خطاب الرئيس التركي أردوغان، لكن هذه المرة بسقف أعلى، وبعد تواجد للجيش التركي على الأراضي السورية من خلال العمليات العسكرية التي هدد الرئيس التركي برفع وتيرتها، وتوسيع رقعتها الجغرافية خارج حدود المنطقة المتفق عليها في سوتشي، باستخدام كافة صنوف القوات البرية والجوية في حال استهدف النظام السوري للقوات التركية ولن يكون هناك وقت لانتظار نتائج الاجتماعات، في تلميح منه لعدم جدوى أغلبها ويعكس حجم الإصرار التركي، الأمر الذي يضع الملف السوري في مرحلة جديدة تمامًا.
يأتي هذا الخطاب في ظل جولات ومحادثات مكوكية تقوم بها الدبلوماسية التركية مع الأطراف الدولية المعنية بالشأن السوري كانت آخرها زيارة المبعوث الأمريكي “جيمس جيفري” الذي أكد وقوف أمريكا وتضامنها مع تركيا من خلال تصريحه باللغة التركية، في دلالة على قرب الولايات المتحدة من تركيا وجدية الموقف الأمريكي. ومن خلال المحادثة الهاتفية الأخيرة ما بين الرئيس التركي والروسي رشحت ملامح التراجع على الموقف الروسي الذي سيبيع من حوله من نظام الأسد وميليشياته عند أقرب نقطة تهدد فيها مصالحه بشكل جدي.
كما وجه الرئيس التركي اللوم الى المجتمع الدولي وتقصيره في تلبية نداءات المهجرين وتقاعسه عن نصرتهم، لم يكن الوقع الإيجابي لكلمات الرئيس التركي ظل التحرك العسكري في آذان السوريين فقط فهذا الخطاب لا يرتبط بسورية فقط، بل يرتبط بكل مظلوم في أنحاء العالم.. السوريون الأحرار وجدوا من ينصرهم في الأرض. والله ناصرهم في السماء والأرض.