نشرت مجلة “فورين أفيرز” مقالاً للمبعوث الأمريكي السابق إلى سوريا، جيمس جيفري، قال فيه إن تسوية سياسية للملف السوري لا تزال ممكنة، وروسيا قد تقبلها، لكن على الولايات المتحدة التوقف عن تجاهل الحرب هناك.
ونقلت المجلة عن جيفري قوله، إن “الولايات المتحدة هي الوحيدة القادرة على التنسيق بين القوى المتعددة والمعادية للأسد، والمحاور الوحيد لها في هذه المفاوضات هي روسيا”.
ورأى جيفري أن روسيا قد تكون منفتحةً لأي صفقة أكثر مما تتوقع إدارة الرئيس جو بايدن، خاصة أن إدارتي إدارتي الرئيسين الأمريكيين السابقين، باراك أوباما ودونالد ترامب، وضعا مع الاتحاد الأوروبي والدول العربية، ضغوط اقتصادية ودبلوماسية على النظام السوري.
وشدد على أنه من الواجب التركيز على سوريا من جديد، حال اتضاح الصورة في المحادثات النووية، رغم تركيز الولايات المتحدة على الملف النووي الإيراني.
ضرورات التحرك الأمريكي
وأشار جيفري إلى أن النزاع في سوريا، تحول إلى قطار مدمر، فانتصار النظام السوري، سيرسل رسالة إلى الحكام الديكتاتوريين حول العالم أن القتل الجماعي هو سلاح مهم للحفاظ على السلطة، كما وسيعطي صورة عن صعود داعميه في المنطقة وهما روسيا وإيران.
وتابع: “حتى لو قامت واشنطن بمحاولة غير ناجحة لحل الملف السوري، فإنها ستعزز الدعم الإقليمي للموقف الأمريكي بشكل يؤدي إلى استمرار الانسداد بطريقة تحرم إيران وروسيا من انتصار استراتيجي”.
أما بالنسبة للسوريين أنفسهم، وفق المبعوث الأمريكي السابق، فإن 10 سنوات من الحرب، جعلت معظم السكان في حالة من البؤس، في ظل عدد كبير من الضحايا، وفي حالة ترك هذه المتغيرات بدون معالجة فستظل تهدد الشرق الأوسط وتؤثر على استقراره لسنوات مقبلة.
السياسة الأميركية في سوريا
لا تزال السياسة الأميركية في سوريا قيد المراجعة؛ حيث لم يبتعد مسؤولو إدارة بايدن حتى الآن عن نهج عهد ترامب المتمثل في ترك القوات الأميركية في البلاد إلى أجل غير مسمى بعد الهزيمة الإقليمية لـ “داعش”، لكن مع إعطاء أهمية أكبر وتركيز على الجانب الإنساني.
اقرأ أيضاً سوريا لاتزال غائبة عن أجندة واشنطن
ويتواجد نحو 900 جندي أميركي في الأراضي السورية لدعم “قوات سوريا الديمقراطية” التي تسيطر على مناطق في شمال شرق سوريا.