اعتبر المبعوث الأميركي السابق في سوريا، جيمس جيفري ، إن بلاده في “موقف أقوى” حالياً للتفاوض مع روسيا واجراء صفقة معها بشأن سوريا.
وقال جيفري في حديث مع صحيفة “الشرق الأوسط”، إن جميع أدوات الضغط لا تزال موجودة في أيدي إدارة الرئيس جو بايدن، وخاصة أن روسيا “غارقة في المستنقع السوري”.
وشدد على ضرورة قيام إدارة بايدن بالتنسيق مع حلفائها العرب والإقليميين والأمم المتحدة خلال الحوار مع الجانب الروسي، لضمان نجاح أي صفقة في تحقيق أهدافها المعلنة.
خطوة مقابل خطوة
واقترح جيفري إجراء مقايضة تقوم على مبدأ خطوة مقابل خطوة، تتضمن أموراً تخص العقوبات، واعتراف دبلوماسي، والإعمار والاستثمار والتعامل مع النظام.
وبالمقابل تُلزم المقايضة التي اقترحها جيفري، النظام السوري بخطوات في ملف إعادة اللاجئين، ووجود إيران، وأمن إسرائيل، وأمن تركيا.
وحذر جيفري من أن عدم القيام بذلك يعني “إما أن إدارة بايدن تعتقد أن سوريا غير مهمة، أو أنهم يريدون القيام بشيء لا يريد أحد معرفته”.
ولفت إلى أن موقف الإدارة الأمريكية ليس واضحاً بشأن التطبيع العربي مع النظام السوري.
صفقة لم تنجح في عهد ترامب
وكشف عن صفقة قدمتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى روسيا تتضمن مقايضة روسية – أميركية حول سوريا، لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يقبل الخطة.
وأوضح أن بوتين رفض حينها الصفقة، بعد إعلان واشنطن عن أنها ستسحب قواتها من سوريا، ماجعله يعتقد أنها تُركت لروسيا على طبق من ذهب، وبالتالي لا ضرورة لتقديم تنازلات للجانب الأمريكي.
وقبل أيام أكد جيفري في مقال بمجلة “فورين أفيرز”، أن تسوية سياسية للملف السوري لا تزال ممكنة، وروسيا قد تقبلها، لكن على الولايات المتحدة التوقف عن تجاهل الحرب هناك.
السياسة الأميركية في سوريا
لا تزال السياسة الأميركية في سوريا قيد المراجعة؛ حيث لم يبتعد مسؤولو إدارة بايدن حتى الآن عن نهج عهد ترامب المتمثل في ترك القوات الأميركية في البلاد إلى أجل غير مسمى بعد الهزيمة الإقليمية لـ “داعش”، لكن مع إعطاء أهمية أكبر وتركيز على الجانب الإنساني.
اقرأ أيضاً سوريا لاتزال غائبة عن أجندة واشنطن
ويتواجد نحو 900 جندي أميركي في الأراضي السورية لدعم “قوات سوريا الديمقراطية” التي تسيطر على مناطق في شمال شرق سوريا.