أفادت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، إن محادثات ترسيم الحدود البحرية قد تضعف قبضة حزب الله على لبنان، وتمنح البلاد فرصة اقتصادية يحتاجها مواطنوها بشدة.
وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها: “على الرغم من أن إسرائيل لا تستطيع أن تتخلى عن حذرها، فإن المفاوضات الناجحة ستقلل من خطر الحرب التي يشعلها حزب الله – وهي حرب لا تريدها إسرائيل ولا المواطنون اللبنانيون المحتجزون كرهائن من قبل المنظمة الإرهابية”.
وبحسب الصحفية أنه دون ضجة كبيرة، سجّل الشرق الأوسط “خرقاً هاماً” بعد تطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات والبحرين. حيث اتفقت إسرائيل ولبنان، لأول مرة منذ 30 عاماً، على بدء مفاوضات لإنهاء النزاع طويل الأمد حول حدودهما البحرية.
والأسبوع الماضي، أعلن مسؤولون من كلا البلدين والولايات المتحدة المحادثات المقبلة التي من المتوقع أن تبدأ في 12 أكتوبر.
وشكر وزير الخارجية غابي أشكنازي ووزير الطاقة يوفال شتاينتز الولايات المتحدة على تسهيل الاختراق الذي سمح بالمناقشات.
وقال شتاينتز، الذي سيمثل إسرائيل في المحادثات وتقول افتتاحية صحيفة “جيروزاليم بوست” إنه يستحق الكثير من الثناء للمساعدة في خلق هذا التطور المهم: “نتطلع إلى بدء مفاوضات مباشرة في المستقبل القريب”.
وأشار شتاينتز إن المنطقة المتنازع عليها ليست كبيرة، مشيرا إلى أن اللبنانيين لا يمكنهم تطوير حقولهم الغازية المحتملة قبل حل النزاع.
وأضاف: “هدفنا هو إنهاء الخلاف حول الترسيم البحري الاقتصادي للمياه بين إسرائيل ولبنان من أجل المساعدة في تنمية الموارد الطبيعية لصالح جميع شعوب المنطقة”.
وفي المقابل، كان رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، الذي يرأس حركة أمل الحليفة لحزب الله والمسؤول عن الملف الحدودي، أكثر حذرا في إعلانه عن المحادثات الحدودية، لكنه بدا مع ذلك ملتزما بإطار المناقشات.
وترى افتتاحية الصحيفة الإسرائيلية أن “المحادثات خطوة في الاتجاه الصحيح، وتحمل تداعيات مهمة. وفي حين أنها بعيدة كل البعد عن تطبيع العلاقات، فإنها اعتراف بأن البلدين لا يجب أن يكونا في حالة حرب. هناك اعتراف بالحقوق وهذا بحد ذاته مهم”.
وبحسب العديد من المسؤولين والمعلقين، فإن اتفاق لبنان على المحادثات يأتي وسط أزمة اقتصادية حادة بسبب العقوبات المفروضة على البلاد، التي يسيطر عليها فعلياً حزب الله.
ويتبع ذلك بالطبع انفجار هائل في مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس، مما أسفر عن مقتل ما يقرب من 200 شخص، وجرح الآلاف، وتشريد نحو ربع مليون شخص. بالإضافة إلى تدمير مساحة شاسعة من العاصمة.
وتقول الصحيفة: “الانفجار، مثل العديد من المشاكل اللبنانية الأخرى، كان مرتبطاً بفساد حزب الله وسيطرته على البلاد”.
تتعلق المفاوضات بمنطقة في شرق البحر المتوسط، تُعرف باسم بلوك 9، حيث تعمل إسرائيل على تطوير موارد الغاز الطبيعي لديها.
وستجرى المحادثات بين البلدين، الذين لا تربطهما علاقات دبلوماسية وهما من الناحية الفنية في حالة حرب مستمرة، بوساطة الولايات المتحدة، واستضافة الأمم المتحدة عبر مقرها في الناقورة (جنوب لبنان).
وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، في بيان: “تتطلع الولايات المتحدة إلى بدء مناقشات الحدود البحرية قريبا”.
ونسب بومبيو الفضل إلى السفير الأميركي في تركيا ديفيد ساترفيلد، ومساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر لمساعدتهما خلال حوالي ثلاث سنوات من الوساطة.
وتؤكد الصحيفة إن نهاية الخلاف البحري لم تلوح في الأفق بعد، وليس من الواضح أن ذلك سيؤدي إلى محادثات حول نقاط متنازع عليها على الحدود البرية بين البلدين، لكن حقيقة أن المفاوضات تجري يجب أن تكون مدعاة للاحتفال.
وفي إعلانه عن المحادثات، غرد بومبيو، قائلا إن المناقشات بين الدولتين “تنطوي على إمكانية تحقيق الاستقرار والأمن بشكل أكبر لمواطني لبنان وإسرائيل على حد سواء”. وتعلق الصحيفة: “بومبيو على حق”.
في السنوات التي سبقت حرب لبنان الأولى عام 1982، حافظت إسرائيل ولبنان على علاقات وظيفية، وإن كانت غير رسمية، من خلال تسهيلات الأمم المتحدة، وتقاسمتا ما يسمى بـ”السياج الجيد” في بلدة المطلة الإسرائيلية الذي شهد تدفقا يوميا للعمال اللبنانيين العاملين في إسرائيل ونقل المنتجات الزراعية.
المصدر: ليفانت