غصون أبو الذهب syria press_ أنباء سوريا
نجت من الهجوم الكيماوي على غوطة دمشق عام 2013، والذي فقدت معظم أفراد عائلتها فيه، وعانت بسبب تعرّضها لغاز السارين من ظروف صحية سيئة، ليحرمها خطأ موظف من الحصول على العلاج في تركيا.
أنثى بالأوراق الرسمية ذكر
“بعد أن بدأت تلقي العلاج واجهتني مشكلة في بطاقة الحماية المؤقتة، حيث أنهم سجلوا الجنس ذكر، مما تسببت في توقفي عن الحصول على علاج”
بهذه الكلمات تفتح بشرى حديثها لـ سيريابرس، وهي سيدة أربعينية تعرضت هي وأمها وأختيها وزوجها وأخيها وأولاد أختها لهجوم بالكيماوي في الغوطة عام 2013، أدى إلى إصابتهم جميعاً ووفاة أمها وأختها والأطفال الثلاثة، ليلقى زوجها حتفه بشظايا قذيفة في وقت لاحق، وبعد التهجير القسري لأهالي غوطة دمشق هاجرت بشرى مع زوجها الثاني إلى تركيا.
تسرد بشرى قصة قدومها إلى تركيا :”أتينا عندما حصل التهجير في آخر حملة عسكرية للنظام على الغوطة الشرقية، خرجنا أولاً إلى قلعة المضيق، ثم أمضينا فترةً في سلقين في ريف إدلب، وبعدها في عفرين، لنجد أنه لا مفر أمامنا من القدوم إلى تركيا”
عن ظروف معيشتها في تركيا تقول بشرى :”أتدبر أمور معيشتي بصعوبة بالغة في أي عمل يتاح لي، خاصة أن زوجي غير قادر على العمل، والحياة في تركيا متعِبة وتحتاج لعمل متواصل لساعات طويلة لتأمين أساسيات المعيشة”
تعاني بشرى من وضع نفسي نتيجة التجربة القاسية التي عاشتها في الهجوم الكيماوي وخسارتها لعائلتها وما تلاه من ظروف صعبة في سنوات حصار الغوطة، وبسبب عملها الشاق تعاني من ألم شديد في يديها وفقر دم شديد، مما دفعها إلى شراء دراجة آلية لتساعدها على التنقل وهي ما أصبحت لاحقاً مصدراً لدخلها”.
عن صعوبات حصولها على العلاج تشرح بشرى :”في الفترة الأولى لم أتمكن من معرفة الأطباء الذين أحتاج لهم في إسطنبول، ولاحقاً بعد أن بدأت تلقي العلاج واجهتني مشكلة في بطاقة الحماية المؤقتة، حيث أنهم سجلوا الجنس ذكر، مما تسببت في توقفي عن الحصول على علاج، وحاولت تصحيحها لكنني لم أتمكن من ذلك حتى الآن”.
بدأ الخطأ في جنس بشرى المسجل في بطاقة الحماية المؤقتة الخاصة بها عند إصدارها في ولاية هاتاي التركية، وعندما نقلتها إلى إسطنبول طلبت تصحيح الجنس من ذكر إلى أنثى لكن لم يتم التصحيح.
تتحدث بشرى عن مشاق العمل ضمن وضعها الصحي قائلة :”من الطبيعي أن يواجه الإنسان التعب في عمله، لكن ليس للدرجة التي أعاني منها نتيجة العمل، فعندما أحمل خمسة كيلوغرامات أعاني من آلام شديدة طوال الليل، أعتقد أنها آلام التهاب أعصاب، وهي آلام لم يسبق أن شعرت بها، أحاول الحصول على علاج، لكن الخطأ في الجنس في الكيمليك الخاص بي لا يسمح لي بدخول المشافي حتى الآن”.
إن حماية الحقوق وتعزيزها وتحسينها عن طريق تشريعات الصحة النفسية وفقاً لأهداف ميثاق الأمم المتحدة والاتفاقيات الدولية، تعتبر حقوق الإنسان منطلقاً أساسياً لهذه التشريعات، وتقر المادة 25 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بهذا الحق إذ تنص على أن: “لكل شخص حق في مستوى معيشة يكفى لضمان الصحة والرفاهة له ولأسرته، وخاصة على صعيد المأكل والملبس والمسكن والعناية الطبية …”
وتقر المادة 12 من الميثاق الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، بحق الأفراد بمن فيهم المصابين بالاضطرابات النفسية بالتمتع بأعلى معيار يمكن الحصول عليه من الصحة النفسية والبدنية.
كما توفر المادة 7 من الميثاق الدولي حول الحقوق المدنية والسياسية لجميع المصابين بالاضطرابات النفسية الحماية من التعذيب والقسوة والمعالجات غير الإنسانية أو المذلة أو العقاب بالإضافة إلى الحق بعدم الدخول في تجربة طبية أو علمية من دون موافقة مستنيرة.
في عام 1991 أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار 64/119 الذي يشمل مبادىء حماية الحقوق الإنسانية للمصابين بالأمراض النفسية، التي يحترمها المجتمع الدولي ولايمكن انتهاكها في المجتمع أو في المواضيع العلاجية، وتغطي المبادىء الخمس والعشرون جوانب عديدة منها ” تعريف الاعتلالات النفسية، حماية السرية، معايير الرعاية والمعالجة وحقوق المصابين في المرافق الصحية النفسية، دور المجتمع والثقافة، مراجعة الآليات والإجراءات الواقية التي توفر الحماية من انتهاك حقوق المصابين بالاضطرابات النفسية”.
رغم كثير من الخدمات الصحية التي يحصل عليها السوريون في تركيا من حاملي بطاقة الحماية المؤقتة “الكيمليك”، إلا أن بعض الأخطاء في أمور إجرائية بسيطة تجعل من الصعب حصول البعض على هذه الخدمات.
لتبقى بشرى وسوريات أخريات تنتظرن تصحيح أخطاء بسيطة في قيودهن الرسمية في تركيا، من أجل الحصول على الخدمات الصحية الجسدية والنفسية التي يحتجن إليها بعد خروجهن من سوريا.
غصون أبو الذهب _ سيريا برس
‘‘تم إنتاج هذه المادة الصحفية بدعم من “JHR”صحفيون من أجل حقوق الإنسان” بتمويل من برنامج عالم كندا Global Affaris Canada‘‘