كشفت تقارير إعلامية، عن أن شبح الإصابة بـ”جدري القرود” يهدد فئة من السوريين، ممن لم يأخذوا جرعات لقاح ضد الجدري قبل توقف منحه في سوريا على إثر اختفاء المرض مطلع تسعينيات القرن الماضي.
وذكرت مصادر في وزارة الصحة السورية، لموقع “تلفزيون سوريا”، أن الحملات الرسمية لمكافحة الجدري في سوريا، توقفت بداية 1990.
وبحسب الموقع، تفسّر تصريحات المصادر، بأن جميع من هم بعمر الـ31 عاماً وأقل، معرضون للإصابة بـ”جدري القرود” في حال لم يصابوا بصغرهم بجدري الماء.
وبخصوص اللقاح، فقد كشفت مصادر التلفزيون، عن وجود لقاح منشأه دنماركي، وسعره يتراوح بين 80 – 100 دولار بعد دفع سلفة وانتظار وصوله لأنه مهرب على حد تعبيرهم.
لكن في المقابل، حذر أطباء آخرون من تلك اللقاحات، مؤكدين أنها غير مضمونة ولا معروفة المنشأ، لأن اللقاح عالمياً غير متوافر كثيراً، وقد يعتبر وصوله إلى سوريا صعباً للغاية، ما يرفع خطورة احتمال كونها لقاحات منتهية الصلاحية أو مزورة.
ويأتي هذا، فيما أعلنت وزارة الصحة السورية، ومديرية صحة إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية، أمس الأول، عن عدم تسجيل أي حالة لمرض “جدري القرود” حتى الآن.
ماهو جدري القرود؟
تم الإبلاغ عن أول حالة إصابة بالمرض في المملكة المتحدة في 7 من أيار الجاري، كان المريض سافر مؤخرًا إلى نيجيريا، حيث يُعتقد أنه أصيب بالفيروس قبل عودته إلى بريطانيا، وفقًا لوكالة الأمن الصحي.
ويعد جدري القرود مرضًا يسببه فيروس من نفس عائلة الجدري ولكنه ليس شديد الخطورة، وفقًا لمركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، ومع ذلك، يمكن أن يؤدي “جدري القرود” إلى وفاة ما يصل إلى 1 من كل 10 أشخاص يصابون بالمرض بناءً على الملاحظات في إفريقيا.
أعراض المرض
ويعتبر المرض أكثر شيوعًا لدى الأطفال مع إمكانية إصابة البالغين، لكن 90% من الحالات في إفريقيا كانت لأطفال دون 15 عامًا.
ويترافق المرض بمجموعة أعراض كالحمى والقشعريرة والصداع وآلام في العضلات والتعب وتضخم الغدد اللمفاوية.
ويبدأ الطفح الجلدي مع نتوءات بارزة خلال يوم إلى ثلاثة أيام، من الوجه ثم إلى بقية أنحاء الجسم، لتتحول النتوءات إلى بثور ممتلئة بالصديد، قبل أن تتقشر وتتساقط.
طرق الإصابة
تحدث الإصابة عند ملامسة حيوان أو الاتصال المباشر بدمه أو سوائل جسمه.
ويمكن أن تحدث الإصابة عند ملامسة إنسان مصاب، وهي أقل انتشارًا بهذه الطريقة، لكن ملامسة جزيئات الفيروس من شخص آخر عندما يسعل المصاب أو يعطس، يمكن أن تحقق العدوى
ويمكن أن يصاب الشخص عن طريق الاتصال المباشر أو غير المباشر بمواد ملوثة بالفيروس، كالملابس والفرش والبياضات.
هل من علاج؟
وفق “Cleveland Clinic“، لا علاج مثبتًا وآمنًا ومتاحًا في الوقت الراهن لـ”جدري القرود”، لكن الأدوية المضادة للفيروسات قد تساعد، ومع ذلك، فهذه الأدوية لم تجرِ دراستها كعلاج لـ”جدري القرود”،
وكانت منظمة الصحة العالمية أكدت عدم وجود لقاح الجدري بما يغطي كميات تجارية بعد في الوقت الراهن.
يستغرق المرض عادة من أسبوعين إلى أربعة حتى يأخذ مجراه، ويعتبر أكثر اعتدالًا من الجدري، بينما قد يكون مميتًا، إذ يتسبب المرض في موت نحو 10% من الحالات.
فيما، تجري شركة “بافاريان نورديك” الدنماركية بحسب “بلومبيرج“، محادثات لتزويد العديد من البلدان التي اكتشفت حالات العدوى بجدري القرود، باللقاح.
وتعد شركة “بافاريان نورديك”، الوحيدة في العالم التي تصنع لقاحاً معتمداً عالمياً ضد هذا الفيروس، وقال المدير المالي في الشركة “هنريك جويل”، إن الشركة يمكن أن تزيد الإنتاج إلى 30 مليون جرعة سنوياً إذا لزم الأمر.
الوقاية
تركّز الوقاية على تقليل الاتصال البشري بالحيوانات المصابة والحد من انتشار المرض، ويمكن منع الإصابة عبر تجنّب ملامسة الحيوانات المصابة، لا سيما إذا كانت مريضة أو نافقة.
ومن الضروري تجنب ملامسة الفراش والمواد الأخرى الملوثة بالفيروس، وغسل اليدين بالماء والصابون بعد ملامسة حيوان مصاب.
