كشفت تقارير إعلامية كواليس، النقاب عن صفقة روسية فرنسية وراء عودة رفعت الأسد من فرنسا إلى سوريا يوم الخميس الماضي.
بنود الصفقة
وبحسب ماذكر موقع (تلفزيون سوريا)، فإن الاتفاق الذي عاد بموجبه رفعت الأسد إلى سوريا، تضمن منع رفعت من لعب أي نشاط سياسي أو اجتماعي، مشيرة إلى أن بشار الأسد لم ولن يلتقي به في المستقبل القريب.
وجرى تعميم من القصر الجمهوري، يحظر استقبال رفعت أو لقائه أنصاره من ضباط ومسؤولين سابقين وحاليين في النظام.
ووفق (التلفزيون)، يسمح فقط لآل الأسد ورجال الدين العلويين بزيارته في قصره بمدينة القرداحة، حيث ستأخذ إقامته هناك شكل الإقامة الجبرية حتى أجل غير مسمى.
صفقة روسية فرنسية
؟على أن الأهم في عودة رفعت الأسد، هو عودته وفق المصادر بصفقة روسية فرنسية، إذ تكفلت موسكو بالتوسط له عند النظام في سوريا، وستسعى لإعادة أمواله المحتجزة في أوروبا، التي سيصب نصفها في خزينة مصرف سوريا المركزي، والنصف الآخر ستعود لثروة رفعت نفسه.
موقف روسيا وإيران
لم تتخذ روسيا أي موقف معارض من عودة رفعت على عكس إيران التي عارضت في البداية.
أما إيران، فقد وافقت على عودة رفعت الذي من شأنه أن يقدم أموالا لدعم اقتصاد النظام الذي وصل إلى حافة الانهيار.
كشف المحامي الفرنسي سيدريك أنطوني بتش، محامي رفعت الأسد (عمّ رئيس النظام في سوريا بشار الأسد) في أوّل تصريح له، أن موكله غادر فرنسا بعد أن خسر ممتلكاته هناك، نافياً هربه من العدالة الفرنسية.
وأضاف في تصريح مكتوب لوكالة “أسوشيتيد برس”، نشر أمس السبت، أن رفعت الأسد “لم يفر أبداً من العدالة الفرنسية، وما يزال حراً في تحركاته حتى يومنا هذا”.
وتابع: “طيلة سبع سنوات استجاب لجميع الاستدعاءات والطلبات من السلطات لإثبات براءته”.
وأشار إلى أنّ “الحالة الطبية لـ رفعت وهو بعمر الـ84 عاماً، التي لم تسمح له بالفعل بالمشاركة في محاكمته، ستكون غير متوافقة مع وجوده في السجن”.
وأكمل المحامي بالقول: “إذا أيدت المحكمة العليا في فرنسا الحكم، فسيتم تعديله ليصبح الإقامة الجبرية. مؤكداً أن “رفعت الأسد لم يعد لديه (منزل)، لذلك لم يهرب بل تمت مطاردته”.
اقرأ أيضاً ماهر الأسد لن يكون “رفعت آخر”
عودة بعد 37 سنة في الخارج
وعاد رفعت الأسد إلى دمشق، بعد أكثر من ثلاثين سنة قضاها في أوروبا يوم الخميس الماضي.
وأكدت صحيفة (الوطن) السورية أن الأسد سمح بعودة عمه رفعت، و”ترفع عن كل مافعله، مثله مثل أي مواطن سوري آخر، دون أن يكون له أي دور سياسي أو اجتماعي”، وفق ماذكرت الصحيفة.
وكانت مصادر مقربة من عائلة رفعت قالت لصحيفة “رأي اليوم” إن هذه العودة جاءت بعد اتصالات مكثفة مع حكومة النظام السوري التي سمحت له بالدخول، “مراعاة لظروفه الصحية، ورغبة في طي صفحة الخلاف والتسامح”.
كما أشارت المصادر إلى أن رفعت كان يردد دائمًا في مجالسه الخاصة بأنه يريد أن يقضي ما تبقى من عمره في سوريا، وأوصى أبناءه بأن يدفن فيها بعد موته.
وغادر رفعت الأسد سوريا بعد محاولة انقلابه الفاشلة على أخيه حافظ عام 1984، وانتقل إلى أوروبا ليعيش بنمط حياة فاره دون مصدر دخل واضح، ما دعا منظمة “الشفافية العالمية” ومجموعة “Sherpa” الفرنسية، عام 2014، لرفع شكوى اتهماه بها باستخدام شركات خارجية لغسل الأموال العامة من سوريا وفرنسا.
أحكام ضده
في أيلول الماضي، أيدت محكمة استئناف في باريس حكم محكمة أدنى درجة بسجن رفعت الأسد عم الرئيس السوري بشار الأسد، أربع سنوات، في قضية أصول جمعت بالاحتيال.
يذكر أن القضاء الفرنسي وضع يده على ممتلكات رفعت الأسد التي تقدر بنحو ٩٠ مليون يورو بعد تأكيد الادعاءات بأن هذه الأموال عائدة لاختلاسات كبيرة من المال العام السوري إضافة إلى تهم أخرى متعلقة بالتهرب الضريبي في لوكسمبورغ.