وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقرير، اليوم الإثنين،3057 حالة اعتقال للاجئين سوريين عادوا إلى سوريا منذ مطلع عام 2014 وحتى حزيران 2022، تحوّل 813 منها إلى حالة اختفاء قسري.
وذكرت الشبكة في تقريرها، والذي حمل عنوان “الانتهاكات الفظيعة المستمرة في سوريا السبب الرئيس وراء توليد مزيد من اللاجئين” أن قرابة نصف الشعب السوري من لاجئ ونازح لن يتمكن من العودة الآمنة دون تحقيق انتقال سياسي نحو الديمقراطية.
وبحسب التقرير، فقد تم توثيق 3057 حالة اعتقال للاجئين عادوا إلى سوريا، منذ مطلع عام 2014 حتى حزيران 2022 بينها 244 طفلاً و203 سيدات (أنثى بالغة) معظمها لسوريين كانوا في لبنان.
وأفرج النظام السوري عن 1874 حالة وبقي 1183 حالة اعتقال، تحوَّل 813 منها إلى حالة اختفاء قسري. كما سجل التقرير ما لا يقل عن 72 حالة عنف جنسي تعرض لها اللاجئون العائدون في المدة ذاتها.
وأشار إلى الظروف القاسية في بعض بلدان اللجوء، وبشكل خاص دول الجوار، والتي تجبر بعض اللاجئين السوريين على العودة إلى مناطق النظام السوري غير الآمنة.
وأوصى التقرير حكومات الدول التي لديها لاجئون سوريون بالتوقف عن تهديدهم المستمر بالترحيل إلى سوريا، لأنَّ ذلك يشكل مصدر قلق نفسي وتهديدا للاستقرار المادي، وتعطيلا لعمليات الدمج المجتمعي التي يقومون بها.
إعادة اللاجئين بذريعة مرسوم “العفو”
ولفت التقرير إلى أنَّ بعض الدول التي ترغب في إعادة اللاجئين السوريين تحاول أن تبرر موقفها بمرسوم “العفو” الذي أصدره رئيس النظام السوري مؤخراً، لكنَّ عمليات التوثيق التي قامت بها الشبكة السورية لحقوق الإنسان أثبتت أنه قد تم الإفراج عن قرابة 539 شخصاً فقط.
وأشارت الشبكة إلى أنه ما زال لدى النظام السوري قرابة 132 ألف معتقل، كما أنه شن عمليات اعتقال تعسفي جديدة بعد إصدار مرسوم العفو طالت قرابة 57 مواطنا سوريا.
ترحيل طالبي اللجوء السوريين من رواندا
وأكد التقرير أن محاولات ترحيل اللاجئين التي يقوم بها عدد من الدول الأوروبية تشكل انتهاكاً للقانون الدولي، تأتي ضمنها محاولة الحكومة البريطانية نقل مجموعة من اللاجئين من بينهم لاجئون سوريون إلى رواندا.
ونقلت الشبكة السورية عن منظمة “هيومن رايتس ووتش” قولها، إن البلد الواقع في القارة الأفريقية غير آمن ويعاني سكانه من انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، وتمَّ نقد هذه الانتهاكات من قبل الحكومة البريطانية نفسها.
وشددت الشبكة السورية على أنه لا يحق لأي حكومة أن تقيّم الأوضاع في سوريا، ثم بناءً على هذا التقييم تتخذ قرارات بترحيل اللاجئين السوريين لديها إلى سوريا.
بيانات عن مختلف الانتهاكات في سوريا
إلى ذلك، استعرض التقرير حصيلة أبرز الانتهاكات المسجلة في قاعدة بيانات الشبكة السورية، ونسب توزعها حسب مرتكبي الانتهاكات، حيث وثقت مقتل 228 ألفاً و893 مدنياً بينهم 29791 طفلاً و16252 سيدة (أنثى بالغة) في سوريا على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة، منذ آذار2011 حتى حزيران 2022.
وتصدر النظام السوري عمليات قتل المدنيين في سوريا بنسبة بلغت قرابة 88 % من إجمالي حصيلة الضحايا، تليه القوات الروسية بنسبة قرابة 3 %.
وجاء في التقرير أنَّ ما لا يقل عن 14 ألفاًُ و685 شخصاً قتلوا بسبب التعذيب بينهم 181 طفلاً و94 سيدة (أنثى بالغة) على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سوريا.
وعلى صعيد الاعتقال التعسفي الاحتجاز أو الاختفاء القسري، قال التقرير إن ما لا يقل عن 151 ألفاُ و462 شخصاً بينهم 5093 طفلاً و9774 سيدة (أنثى بالغة) ما يزالون قيد الاعتقال/ الاحتجاز أو الاختفاء القسري على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سوريا.