وثقت منظمة “أنقذوا الأطفال” الدولية، وفاة 62 طفلاً في مخيم الهول جنوب شرقي الحسكة، منذ بداية العام الجاري 2021.
وقالت المنظمة الدولية في تقرير نشرته وكالة “فرانس برس”، اليوم الخميس، إنّ 62 طفلاً في مخيم الهول شمال شرقي سوريا توفوا خلال العام الحالي وحده، أي بمعدّل طفلين كل أسبوع.
أسباب وفيات الأطفال
وعزت المنظمة حالات الوفيات بين الأطفال إلى الأمراض التي يمكن تجنبها، ونظام الرعاية الصحية الذي بالكاد يعمل، وسوء المياه والصرف الصحي، وسوء التغذية.
وينشأ الأطفال الذين يقطنون في مخيمي “روج والهول” (يقدّر عددهم بنحو 40 ألف طفل من 60 دولة) في ظل ظروف معيشية صعبة جدا.
ووفق التقرير يؤوي مخيم الهول قرابة 62 ألف شخص – نصفهم عراقيون – بينهم نحو 10 آلاف من عائلات عناصر تنظيم (داعش) الأجانب ممن يقبعون في قسم خاص وقيد حراسة مشدّدة.
ويشهد مخيم الهول بين الحين والآخر حوادث أمنية تتضمن عمليات فرار أو هجمات ضد حرّاس أو عاملين إنسانيين أو جرائم قتل باستخدام السكاكين ومسدسات كاتمة للصوت.
و أحصت منظمة “أنقذوا الأطفال” من جرّاءتلك الحوادث الأمنية، مقتل 73 شخصاً على الأقل – بينهم طفلان – خلال العام الحالي
أمّا في مخيم روج يقطن بضعة آلاف غالبيتهم أجانب، ويشهد أيضاً – وفق المنظمة – حوادث أمنية وفرار، وإن كان الأمن فيه أشد إحكاماً مقارنة مع مخيم الهول.
اقرأ أيضاً استقواء إعلامي على أطفال وطفلات مخيم الهول
وأضاف التقرير أنّ الكثير من الدول الأغنى في العالم فشلت في إعادة غالبية الأطفال المنحدرين منها والعالقين في مخيمي (روج والهول) الواقعين ضمن مناطق “سيطرة قوات سوريا الديمقراطية”.
وحثّت الأمم المتحدة أيضاً الدول المعنية على إعادة رعاياها في مخيم الهول وروج دون تأخير، إلّا أنّ فرنسا وغيرها من الدول الأوروبية اكتفت باستعادة عددٍ محدود من الأطفال اليتامى.
من حق الأطفال في الهول العودة لحياتهم الطبيعية
ونقلت منظمة “أنقذوا الأطفال” عن مديرة برنامج سوريا في المنظمة سونيا كوش أنّ ما تراه هو ببساطة “تخلي الحكومات عن الأطفال الذين ليسوا إلا ضحايا النزاع”.
ولفتت إلى أن 83% من عمليات ترحيل المواطنين الأجانب جرت إلى كازاخستان وأوزبكستان وروسيا وكوسوفو.
وتابعت بهذا السياق، “كل يوم يمكث فيه الأطفال الأجانب وعائلاتهم في المخيمات هو يوم آخر تفشل فيه حكوماتهم. كل يوم يُحرمون من فرصة العودة إلى ديارهم، ويحرمون من الخدمات المتخصصة التي هم في أمسّ الحاجة إليها، إلى جانب حرمانهم من حقهم في العيش بأمان”.
يذكر بأنه وفي أعقاب حرب الخليج في تسعينيات القرن الماضي، أنشأت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مخيماً على مشارف بلدة الهول بالتنسيق مع الحكومة السورية.
وتقع البلدة في شرقي محافظة الحسكة السورية، وتخضع حالياً لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” المدعومة من التحالف الدولي.