رصد تقرير لمركز “جسور” للدراسات آفاق العلاقة والتعاون بين روسيا وإيران في سوريا ودوافع وجودها ومستقبلها، بما يمكن اعتباره نموذجاً لـ “الشراكة اليقظة” سياسياً وعسكرياً.
وذكر التقرير، الصادر أمس الجمعة، أن هذه الشراكة اليقظة، تجلت بشكل رفيع المستوى، بعد زيارة قاسم سليماني إلى موسكو في 24 تموز 2015، ولقائه الرئيس فلاديمير بوتين ووزير الدفاع سيرغي شويغو، وساهمت في إقناع روسيا بجدوى التدخّل عسكرياً في سوريا لكليهما.
3 معايير تحكم علاقة الطرفين
وأشار إلى أن العلاقة بين روسيا وإيران بشأن سوريا، يحكمها 3 معايير، هي الثقة والباعث السياسي والقوة، والتي قد تعطي بعض المؤشرات عن مستقبل العلاقة بين الطرفين.
ففي معيار الثقة، تتفق طهران وموسكو على ضرورة انسحاب القوات الامريكية من سوريا، واستعادة النظام السوري سيطرته على كامل سوريا.
ومع ذلك قد يكون هناك مخاوف بين الجانبين، في ظل احتمال وجود نوايا روسية للتعاون مع واشنطن على حساب طهران، كما حدث في اتفاق خفض التصعيد في تموز 2018 المتعلق بجنوب سوريا، والذي نص على إبعاد ميليشيات إيران 80 كم عن الحدود مع إسرائيل.
ولم تلتزم روسيا بإبعاد إيران تلك المسافة، وهذا مؤشر يحكم على مقدار الثقة بين الطرفين الروسي والأمريكي، إذ أن موسكو مستعدة لتأطير تلك الثقة في مجال التعاون بسوريا، لأنها لاتريد استبعاد إيران كليا عن سوريا في ظل المصالح الاستراتيجية المتبادلة معها في المنطقة.
ويتجلى المعيار الثاني في الباعث السياسي على التدخل في سوريا، حيث أن هناك اتفاق روسي إيراني على استعادة النظام السوري لمظاهر السيادة، بوصفه الباعث السياسي لتدخلهما.
أما المعيار الأخير، فهو معيار القوة كنعبير عن الهيمنة، فروسيا اعتمدت مبدأ شرعية التدخل كقوة وحيدة جاءت بطلب من السلطة دون أي قوة أخرى بما فيها إيران، التي ارتبط وجودها بطلب لتقديم خدمات الاستشارة العسكرية والأمنية.
مستقبل العلاقة في سوريا
ورجّح التقرير استمرار التعاون بين روسيا وإيران حول سوريا، إلى حين الوصول لحل سياسي بموافقة جميع الأطراف.
وختم معتبرا أن سوريا، لاتشكل نموذجاً مثالياً للتعاون بين طهران وموسكو إلا بالانتقال إلى الثقة والاستراتيجية على حساب الشراكة اليقظة.