تغييرات في بنية هيئة التفاوض السورية وتشكيل جسم سياسي جديد

تواصل الإمارات العربية المتحدة جهودها من أجل إحداث تغييرات في بنية هيئة التفاوض السورية، الهادفة إلى تخفيض حصة الائتلاف السوري وكتلة المستقلين الحالية، مقابل زيادة حصة الشخصيات المحسوبة على أبو ظبي والقاهرة والسعودية.

الجهود الإماراتية تعتمد هذه المرة على رجل الأعمال السوري المقيم بالإمارات “خالد المحاميد”، الذي شغل سابقاً منصب نائب رئيس هيئة التفاوض، حيث كثف “المحاميد” خلال الفترة الماضية من تواصلاته مع شخصيات معارضة لنقاش وضع “هيئة التفاوض”.

وأفادت مصادر خاصة لموقع تلفزيون سوريا أن “المحاميد” يجري مشاورات مع شخصيات مستقلة، بهدف تشكيل تكتل جديد والضغط لاحقاً بهدف ضمه إلى هيئة التفاوض، تحت مسمى “جهود توحيد المعارضة السورية”، وذلك من أجل إحداث تغييرات في بنية الهيئة.

وفي الخامس من شهر تموز / يوليو الجاري عقد “المحاميد” اجتماعاً افتراضياً مع أكثر من 20 شخصية أبرزها “أحمد رحال” و” نمرود سليمان” و ” مروان العش” و “سميرة المسالمة” و “إياد شمسي”، وجرى نقاش تشكيل كتلة جديدة للمعارضة من المستقلين والمطالبة بضمها إلى “هيئة التفاوض السورية”، أو حتى إعلانها ككيان معارض جديد وله الحق بخوض المفاوضات المتعلقة بالحل السياسي.

ويتمثل الهدف الأساسي من هذا التكتل المراد تشكيله بإيجاد منافس لهيئة التفاوض السورية الحالية التي يشكل كل من الائتلاف السوري وممثلو فصائل المعارضة السورية أغلبية فيها.

وأكدت المصادر أن “المحاميد” عرض على بعض الشخصيات البارزة في الائتلاف السوري الاستقالة من الائتلاف واستلامهم القيادة في التكتل الجديد.

رفض أميركي

عبر “جويل رابيون” نائب وزير الخارجية الأميركية لشخصيات في المعارضة السورية عن رفضه لتحركات “المحاميد”، واعتبرها أنها مخلة بالتفاهمات الدولية، وأنها محاولة لقلب الموازين داخل الهيئة لصالح أبو ظبي.

ويسود اعتقاد لدى واشنطن بأن تحركات “المحاميد” تأتي بتنسيق إماراتي – روسي، بهدف إحداث تغييرات في هيئة التفاوض السورية يخدم مصالح موسكو.

وسبق أن تدخلت الولايات المتحدة الأميركية وأوقفت عملية الانقلاب على “هيئة التفاوض”، وذلك عقب الاجتماع الذي عقدته وزارة الخارجية السعودية في آواخر عام 2019 مع شخصيات محسوبة على المعارضة السورية، وأقرت من خلال الاجتماع تغيير كتلة المستقلين الموجودة حالياً ضمن الهيئة، والاستعاضة عنهم بشخصيات أخرى، وذلك بدافع تخفيض التأثير التركي داخل الهيئة واللجنة الدستورية، وبالمقابل زيادة فاعلية الرياض والقاهرة داخلهما.

وعقب اجتماع وزارة الخارجية السعودية مع فئة المستقلين، ضغطت واشنطن من أجل نقل متابعة شؤون هيئة التفاوض السورية من وزارة الخارجية إلى وزير الدولة “ثامر السبهان”.

وكانت روسيا قد عزفت كثيراً على وتر “تشتت المعارضة السورية”، الأمر الذي أدى إلى اقحام منصتي “موسكو” و “القاهرة” ضمن جسم هيئة التفاوض رغم التباينات الواضحة بين المنصتين والائتلاف السوري المعارض الذي يضم الشخصيات والتيارات التي تتبنى مطلب رحيل النظام بموجب القرار 2254 الأممي

المصدر: تلفزيون سوريا

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

آخر الأخبار

سوريّات في فخ “تطبيقات البث المباشر”..بين دعارة إلكترونية واتجار بالبشر

يستقصي هذا التحقيق تفشي “تطبيقات البث المباشر” داخل سوريا، ووقوع العديد من الفتيات في فخ تلك التطبيقات، ليجدن أنفسهن يمارسن شكلاً من أشكال “الدعارة...

ابتزاز واغتصابٌ وتعذيب.. سوريون محاصرون في مراكز الاحتجاز اللّيبية

يستقصي هذا التحقيق أحوال المحتجزين السوريين في ليبيا خلافاً للقانون الدولي، وانتهاكات حقوق الإنسان داخل مراكز احتجاز المهاجرين، وخاصة تلك التي تتبع “جهاز دعم...
ماروتا سيتي دمشق

كعكةُ “ماروتا سيتي” بمليارات الدولارات

آلاف الأسر تتسوّل حقّها بـ"السكن البديل" على أبواب "محافظة دمشق" يستقصي التحقيق أحوال سكان منطقة المزة – بساتين الرازي في دمشق، بعد تهجيرهم من بيوتهم...
جمعية الأمل لمكافحة السرطان

معاناة اللاجئات السوريات المصابات بمرض السرطان في تركيا

تصطدم مريضات السرطان من اللاجئات السوريات في تركيا بحواجز تمنعهن من تلقي العلاج على الوجه الأمثل، بداية من أوضاعهن الاقتصادية الصعبة والاختلاف في أحقية...

خدمات المساعدة القانونية المجانية للاجئين السوريين في تركيا

غصون أبوالذهب _ syria press_ أنباء سوريا الجهل بالحقوق القانونية للاجئين السوريين في تركيا يقف حجر عثرة أمام ممارسة حقهم بالوصول إلى العدالة، ويمنعهم...

الأكثر قراءة