تطورات شبكة التجسس التي يُديرها اللواء “معن حسين” في سوريا

ألقت وزارة المالية الحجز الاحتياطي على الأموال المنقولة وغير المنقولة لـ “معن حسين”، وزوجته وأولاده، في تطور لافت لقضية التجسس التي يعُتقد أن المذكور كان يديرها.

كشفت “زمان الوصل” في تقرير سابق، أن حكومة النظام شنت حملة اعتقالات واسعة طالت مجموعة كبيرة من ضباط ومسؤولي النظام، وعلى رأسهم، اللواء “معن حسين”، مدير دائرة الاتصالات التابعة لوزارة الدفاع ولمدير مكتب الأمن الوطني، اللواء علي مملوك، على خلفية تورطهم بتشكيل شبكة تجسس مرتبطة بدولة أجنبية.

وفي وثيقة رسمية، اطلع عليها “سيريا برس”، ألقت وزارة المالية الحجز الاحتياطي على الأموال المنقولة وغير المنقولة، للواء “معن حسين”، ولزوجته، جمانة ديب، ولأولاده، ميرنة حسين، وعلي حسين، وأُبي حسين.

وجاء قرار وزارة المالية، الصادر بتاريخ 14 حزيران/يونيو الجاري، والممهور بتوقيع وزير المالية، مأمون حمدان، تعديلاً لقرار صدر في اليوم السابق، وكان يفيد بالحجز على أموال “معن حسين”، فقط.

 

ووفق، الناشط أيمن عبد النور، مدير منصة “كلنا شركاء”، فإن لجنة التحقيق العسكرية المكلفة بالتحقيق مع الضباط المتورطين، وفي مقدمتهم، “معن حسين”، تنبهت إلى تعديل قرار الحجز على الأموال، ليشمل ما هو مسجل بأسماء زوجة الأخير وأولاده، ليتم إبلاغ وزارة المالية بالتعديل، في اليوم التالي.

ونقلت “اقتصاد”، في لقاء مع أيمن عبد النور،أن “معن حسين” تمكن من توفير غطاء “اقتصادي” لشبكة التجسس التي شكلها، موضحاً أن قضيته لم تنحصر بالشق التجسسي. ذلك أنه من الصعب تغطية عملية تجسس على دولة ما، بمجموعة كبيرة من 5 إلى 10 أشخاص. لكن ما حدث أن “معن حسين” أقنع مسؤولي النظام، الذين تورطوا معه، بأنهم يشاركون في عملية “فساد اقتصادي”، تتضمن بيع خطوط لبرامج الاتصالات الدولية، كـ سكايب مثلاً، وكانوا يُركّبون “راوترات” وتجهيزات خاصة، ظناً منهم أنهم يبيعون تلك الخطوط فقط. لكن ما اتضح لاحقاً، أن “معن حسين”، كان يدير عملية بيع مكالمات، إذ أتاحت تلك التجهيزات التي وضعها على أبراج الإشارة الموجودة على سطح جبل قاسيون، مراقبة مكالمات شخصيات مهمة في قيادة النظام، وأجهزته الأمنية والعسكرية، والتنصت عليها من جانب جهات أجنبية، يُعتقد أن “معن حسين”، اتفق معها على ذلك.

وأضاف عبد النور إنهم حصلوا على معلومات تفيد بأن أجهزة النظام تقوم الآن بتفكيك التجهيزات المركبة على أبراج الإشارة الموجودة على سطح جبل قاسيون، بعدما كشفوا أنها تتيح التجسس على مكالمات الشخصيات المستهدفة، في سوريا.

واشارت “زمان الوصل” في وقت سابق، إلى أن اكتشاف شبكة التجسس تلك، تم بعد تعاون بين إدارة أمن الدولة في نظام الأسد، والمخابرات الروسية، إثر مقتل قائد “فيلق القدس”، في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، في غارة أمريكية عقب مغادرته الأراضي السورية، بساعات قليلة، مما أثار شكوكاً لدى أجهزة استخبارات إيرانية وروسية، حول وجود أشخاص مهمين داخل النظام  السوري مرتبطين باستخبارات خارجية.

من الجدير بالذكر، أن اللواء “معن حسين” ينحدر من بلدة “صافيتا” و من المفروض أنه ضابط متقاعد منذ خمس سنوات، ولكن حكومة النظام احتفظت به خلال السنوات السابقة بمراسيم صادرة عن بشار الأسد.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

آخر الأخبار

سوريّات في فخ “تطبيقات البث المباشر”..بين دعارة إلكترونية واتجار بالبشر

يستقصي هذا التحقيق تفشي “تطبيقات البث المباشر” داخل سوريا، ووقوع العديد من الفتيات في فخ تلك التطبيقات، ليجدن أنفسهن يمارسن شكلاً من أشكال “الدعارة...

ابتزاز واغتصابٌ وتعذيب.. سوريون محاصرون في مراكز الاحتجاز اللّيبية

يستقصي هذا التحقيق أحوال المحتجزين السوريين في ليبيا خلافاً للقانون الدولي، وانتهاكات حقوق الإنسان داخل مراكز احتجاز المهاجرين، وخاصة تلك التي تتبع “جهاز دعم...

كعكةُ “ماروتا سيتي” بمليارات الدولارات

آلاف الأسر تتسوّل حقّها بـ"السكن البديل" على أبواب "محافظة دمشق" يستقصي التحقيق أحوال سكان منطقة المزة – بساتين الرازي في دمشق، بعد تهجيرهم من بيوتهم...

معاناة اللاجئات السوريات المصابات بمرض السرطان في تركيا

تصطدم مريضات السرطان من اللاجئات السوريات في تركيا بحواجز تمنعهن من تلقي العلاج على الوجه الأمثل، بداية من أوضاعهن الاقتصادية الصعبة والاختلاف في أحقية...

خدمات المساعدة القانونية المجانية للاجئين السوريين في تركيا

غصون أبوالذهب _ syria press_ أنباء سوريا الجهل بالحقوق القانونية للاجئين السوريين في تركيا يقف حجر عثرة أمام ممارسة حقهم بالوصول إلى العدالة، ويمنعهم...
Exit mobile version