تصريحات عباس النوري تثير الجدل في شريحة الموالين بين مهدد ومتضامن

أثار الفنان السوري عباس النوري الجدل بين موالين للنظام في سوريا، بين منتقد وداعم لتصريحاته في مقابلة إذاعية، قال فيها: “إن سبب تأخر الحريات في سوريا هو النظام، وإن الديمقراطية في البلاد أجهضت من لحظة استلام العسكر للحكم عام 1963”.

تهديد بـ “القضاء

وطالب العديد من مستخدمي مواقع التواصل الموالين للنظام بمحاسبة النوري على تصريحاته وملاحقته في القضاء، متهمين إياه بتحقير مؤسسة الجيش ومديح اسرائيل.

وقالت وكالة “الآن” المحسوبة على القصر الجمهوري، إن عباس النوري بات يقارن بين رواتب من تدعمهم اسرائيل مع راتب موظف سوري يتقاضاه بشرف.

وخاطبت النوري بقولها: “إن كان الكيان الإسرائيلي يعجبك فاذهب إليه فسوريا لا تتشرف بك وبأمثالك”.

في حين، برزت منشورات على “فيسبوك” لحيدرة سليمان، نجل بهجت سليمان، سفير النظام السابق في الأردن، تعهد فيها برفع دعوى قضائية على النوري، بتهمة “الإساءة لأعضاء حزب البعث وتحقيرهم والسب والشتم” وذلك إثر انتقاد النوري لانقلاب البعث عام 1963 واستلامه السلطة.

ورأى أن تصريحات النوري ضد العسكر في سوريا، تنطوي على جرم يعاقب عليه قانون العقوبات العسكري السوري.

وعن أسباب التحرك، زعم أن الدعوى سببها تصريحات النوري التي جاء فيها أن جميع قرارات حزب البعث خاطئة، وأن شعاراته أصبحت مضحكة جداً.

وطالب سليمان من سماهم بالرفاق الحزبين بضم أسمائهم إلى الدعوى قبل يوم الإثنين لإضافتهم لباقي المدّعين في مؤشر على وجود تحرك واسع ومنسق ضد النوري.

وجاءت التعليقات لتتضمن تهديداً واضحاً للنوري حيث سأل أحد الضباط لدى قوات النظام السوري عن موقع بيت النوري، فيما أبدى العديد من المعلّقين استعدادهم للتحرك قضائياً ضد النوري.

ومن جهته اعتبر الإعلامي شادي حلوة أن حديث النوري عن سرقة البنك المركزي غير صحيحة.

وتحدث في بث مباشر على صفحته على فيسبوك: عن أنه “لايمكن أن يسرق رفعت الأسد الأموال من المصرف المركزي..شو الشغلة سايبة”، وأنها “مجرد كذبة روّجت لها المعارضة”.

وأضاف أنّ “ما يثيره الفنانون في لقاءاتهم بعيدة عن الواقع ولا تمت لمعاناة الأهالي وجيش الوطن بصلة”، وتوجه إلى الفنان عباس النوري مطالبًا إياه بـ “توحيد الصف” مع الفنانين الآخرين لرفع العقوبات عن سوريا.

كان عباس النوري، أكد أن التجربة الديمقراطية في سوريا أجهضت منذ وصول العسكر إلى الحكم، مؤكداً أن الدول العربية، بما فيها دول الخليج، تمتلك حريات أكثر من سوريا.

وقال النوري في مقابلة مع برنامج المختار عبر إذاعة “المدينة إف إم” التابعة للنظام أن سوريا كانت بلد الديموقراطيات بانتخاباتها وأحزابها، خصوصاً في خمسينيات القرن الماضي، “إلى أن جاء حكم العسكر وأطاح الديموقراطية والدستور والثقافة”.

وأشار إلى أن راتب المواطن الفلسطيني يفوق بأضعاف مضاعفة راتب المواطن السوري.

المتضامنون مع النوري

تصريحات النوري، لاقت في الوقت نفسه تضامناً من بعض الفنانين، معتبرين أنها تدخل في خانة الرأي الآخر، مشددين على أنه لا أحد يشكك بوطنيته، حسب تعبيرهم.

وعبر الفنان أيمن زيدان على صفحته الشخصية في “فيسبوك” عن استغرابه من الحملة التي يتعرض لها زميله، وقال: “كم هي مثيرة للاستغراب تلك الحملة الشعواء التي أثيرت ضد الزميل الفنان عباس النوري بعد لقائه الإذاعي في إذاعة المدينة”.

وتابع زيدان قائلا: “ربما سينبري البعض ليقول لكن الوطن الآن بعد الحرب يمر بتحديات وظروف استثنائية ويجب علينا أن نلتف حوله. وأنا سأسأل: هل الالتفاف حول الوطن هو بمصادرة حرية التعبير حتى داخل الوطن؟ أما آن لنا نحن السوريين أن نتقن ثقافة الحوار والاختلاف؟ لا أعتقد أن سياسة التخوين والإقصاء وتكميم الأفواه باتت مجدية لأنها بشكل أو بآخر لا تعبر عن منطق الحياة التي ننشدها. لكل منا الحق أن يكون حراً تحت سقف الوطن والفنان عباس النوري لاريب أنه كان وسيظل فناناً وطنياً بامتياز”.

من جانبه، أكد الفنان فراس إبراهيم، “أنه ليس من حق أحد أن ينصبَ لأي شخص كان حبل المشنقة لمجرّد إختلافه معه في الرأي”.

وأشار إلى أن “مايحدث الآن مع الفنان الكبير عباس النوري ليس مُستغرباً ولكنه مستهجن وعلى الحكماء من المسؤولين في هذا البلد إلاّ يسمحوا لبعض الأصوات النشاز بتضخيم الأمور وتصدّر المشهد ببطولات جوفاء لاقيمة لها”.

وختم بالقول: “على من يملك رأياً مخالفاً ومغايراً الدعوة إلى فتح نقاش موضوعي ويردّ على الفكرة بالفكرة والحُجة بالحُجة وأعتقد أنه سيجد المنابر كلها مفتوحة له، أما التهديد بالمحاكمة والسجن والإقصاء لمجرّد الإختلاف بالرأي ووجهات النظر فهذا أمرٌ عفى عليه الزمن ولم يعد يُرهب أحدا”.

في حين، عبرت الفنانة شكران مرتجى عن تضامنها مع النوري، وذلك عبر عبارة نشرتها في خاصية “الستوري”.

ونشرت مرتجى عبارة ” متضامن مع الفنان عباس النوري، وتبعته بتوضيح :” حملة تخوين وتحريف لكلام الأستاذ عباس النوري بآخر ظهور له مع الإعلامي باسل محرز للي عم يسألو ليش التضامن “.

وسبق أن انتقد النوري انتشار صور “بشار الأسد” بشكل كبير في كل مكان، وتزامن ذلك مع خروج تصريحات من بعض الفنانين، حملت في طياتها انتقادات للأوضاع الاقتصادية والمعيشية بمناطق سيطـرة النظام.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

آخر الأخبار

سوريّات في فخ “تطبيقات البث المباشر”..بين دعارة إلكترونية واتجار بالبشر

يستقصي هذا التحقيق تفشي “تطبيقات البث المباشر” داخل سوريا، ووقوع العديد من الفتيات في فخ تلك التطبيقات، ليجدن أنفسهن يمارسن شكلاً من أشكال “الدعارة...

ابتزاز واغتصابٌ وتعذيب.. سوريون محاصرون في مراكز الاحتجاز اللّيبية

يستقصي هذا التحقيق أحوال المحتجزين السوريين في ليبيا خلافاً للقانون الدولي، وانتهاكات حقوق الإنسان داخل مراكز احتجاز المهاجرين، وخاصة تلك التي تتبع “جهاز دعم...

كعكةُ “ماروتا سيتي” بمليارات الدولارات

آلاف الأسر تتسوّل حقّها بـ"السكن البديل" على أبواب "محافظة دمشق" يستقصي التحقيق أحوال سكان منطقة المزة – بساتين الرازي في دمشق، بعد تهجيرهم من بيوتهم...

معاناة اللاجئات السوريات المصابات بمرض السرطان في تركيا

تصطدم مريضات السرطان من اللاجئات السوريات في تركيا بحواجز تمنعهن من تلقي العلاج على الوجه الأمثل، بداية من أوضاعهن الاقتصادية الصعبة والاختلاف في أحقية...

خدمات المساعدة القانونية المجانية للاجئين السوريين في تركيا

غصون أبوالذهب _ syria press_ أنباء سوريا الجهل بالحقوق القانونية للاجئين السوريين في تركيا يقف حجر عثرة أمام ممارسة حقهم بالوصول إلى العدالة، ويمنعهم...
Exit mobile version