أصدرت وزارة الخارجية التركية، اليوم الجمعة، بيانًا توضيحيا عقب تصريحات وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، المتعلقة بالسعي للمصالحة بين النظام السوري والمعارضة السورية، أدت إلى تصعيد وردود فعل “غاضبة” في مناطق مختلفة من الشمال السوري.
وقال المتحدث باسم الخارجية، تانجو بيلجيتش، “ لعبت تركيا دورًا رائدًا في الحفاظ على وقف إطلاق النار على الأرض وإنشاء اللجنة الدستورية من خلال عمليتي أستانا وجنيف وقدمت الدعم الكامل للمعارضة ولجنة التفاوض في العملية السياسية”.
وأضاف أن العملية السياسية لا تتقدم بسبب وضع النظام السوري الحجج تعرقل سيرها، مشيراً لتمسك تركيا لإيجاد حل مستدام للنزاع، بما يتماشى مع تطلعات الشعب السوري.
وأشار البيان إلى أن تركيا، تشدد على ضررة حل الصراع في سوريا كليا، وفقًا لخارطة الطريق المنصوص عليها في قرار مجلس الأمن الدولي رقم “2254”، بالتعاون مع جميع أصحاب المصلحة في المجتمع الدولي.
واعتبر أن القضايا التي عبر عنها الوزير التركي، مولود جاويش أوغلو، بالأمس، تشير إلى ذلك من خلال توفير الحماية المؤقتة لملايين السوريين.
وستواصل تركيا مساهمتها النشطة في الجهود المبذولة لتهيئة الظروف المناسبة، للعودة الطوعية والآمنة للاجئين، وفق البيان.
لا اتصال متوقع بين أردوغان والأسد
وكان وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، نفى صحة الأنباء المتداولة حول اتصال متوقع للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ورئيس النظام السوري، بشار الأسد.
وتحدث جاويش أوغلو، في مؤتمر صحفي في 11 من آب الجاري، عن أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أراد إعادة العلاقات بين الأسد وأردوغان، إلا أن الرئيس التركي اكتفى بالرد عليه بأنه “من المفيد لقاء أجهزة الاستخبارات بين البلدين”.
وكشف الوزير التركي، أنه أجرى محادثة “قصيرة” مع وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، وذلك على هامش اجتماع “حركة عدم الانحياز” الذي عقد في تشرين الأول 2021، بالعاصمة الصربية بلغراد.
واعتبر جاويش أوغلو، أنه من الضروري “تحقيق مصالحة بين المعارضة والنظام في سوريا بطريقة ما”، معتبرًا أنه لن يكون هناك “سلام دائم دون تحقيق ذلك”.
وأضاف، “يجب أن تكون هناك إرادة قوية لمنع انقسام سوريا، والإرادة التي يمكنها السيطرة على كل أراضي البلاد لا تقوم إلا من خلال وحدة الصف”، بحسب تعبيره.
“غضب” في الشمال السوري
هذا، وأدت تصريحات الوزير جاويش أوغلو إلى تصعيد وردود فعل “غاضبة” انعكست في مظاهرات ليلية في مناطق مختلفة بالشمال السوري.
وشهد الشمال السوري، الخاضع لسيطرة المعارضة، مظاهرات في مدن بينها اعزاز وجرابلس ومارع وإدلب، تنديدًا بالتصريحات التركية الأخيرة.
إدارة “التوجيه المعنوي” في “الجيش الوطني السوري”، المدعوم من تركيا، أصدرت بيانًا قالت فيه، إن “نظام الأسد المجرم خطر على الشعب السوري والتركي والمنطقة، وهو مخلب إيران وذيل روسيا، وراعي الإرهاب الداعشي والقسدي”.
واعتبرت أن المصالحة مع النظام السوري مصالحة مع “الإجرام والإرهاب والطائفية، وعدا عن أنها خيانة، فهي تدمير للمنطقة وتسليمها للفوضى والتكفير والخراب”.
كما، وأصدرت نقابة “المحامين الأحرار في سوريا” بيانًا أدانت فيه تصريحات جاويش أوغلو، واعتبرته منعطفًا خطيرًا يهدد الشعب السوري وتضحياته، وفق تعبيرها.
ويأتي هذا، فيما تداول ناشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعي دعوات للتظاهر ضد التصريحات التركية، اليوم الجمعة، في مناطق متفرقة من إدلب وريف حلب.