أبدت الحكومة التركية قلقها من منظمة “أنتيفا”، التي تعتمد العنف في العالم وحاربت إلى جانب حكومة النظام في سوريا.
جاء ذلك في مقطع مصور نشره رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين ألطون، عبر تويتر، أمس السبت، تطرق فيه إلى المنظمة اليسارية، التي تعتزم واشنطن تصنيفها منظمة إرهابية.
وأفاد ألطون في المقطع قائلا: “رأينا الوجه الحقيقي لأنتيفا، التي تعتمد العنف في كافة أنحاء العالم ولها علاقات مع المجموعات الإرهابية في سوريا”.
وأردف: “أنتيفا متورطة بارتكاب أعمال عنف في المظاهرات (المنددة بمقتل جورج فلويد) بعموم الولايات المتحدة”.
وأعرب عن “قلق تركيا من التهديد الذي تشكله هذه المنظمة وعلاقاتها بالمجموعات الإرهابية على أمنها القومي”.
وأكد ألطون أن “أنتيفا تتشارك نفس الأيديولوجية مع منظمة بي كا كا الإرهابية، حيث قام ذراع الأخيرة في سوريا (ي ب ك) بتدريب العديد من عناصر المجموعة”.
والأحد، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن إدارته ستصنف مجموعة “أنتيفا” اليسارية منظمة إرهابية.
و”أنتيفا” هي منظمة يسارية متطرفة، شارك أعضاءها في القتال إلى جانب “وحدات حماية الشعب” (الكردية) التي تمثل العمود الفقري لـ”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).
وكان موقع “Rollingstone” نشر عدة مقابلات مع أعضاء من المنظمة، في 2018، في أثناء قتالهم إلى جانب “الوحدات” في شمال شرقي سوريا، ضد تنظيم “داعش”.
وتعود أصول المقاتلين من المنظمة الذين شاركوا في القتال بسوريا إلى عدة دول أجنبية، وليس فقط من الولايات المتحدة الأمريكية.
وشاركوا بشكل أساسي في المعارك ضد تنظيم “داعش”، إضافة إلى مشاركتهم إلى جانب “الوحدات” في المعارك ضد الجيش التركي في كل من عفرين وتل أبيض ورأس العين.
و “أنتيفا” هي حركة احتجاجية تعارض بشدة النازيين الجدد والفاشية والمتفوقين البيض والعنصرية، وتتألف من مجموعة من الناشطين، مع عدم وجود قادة لها.
ويعارض معظم الأعضاء جميع أشكال العنصرية والتحيز الجنسي، ويرفضون بشدة ما يرونه سياسات وطنية ومناهضة للهجرة ومعادية للمسلمين قام بها ترامب.
ويتكون اسم المنظمة من جزأين مضمونهما “العداء” (ANTI)، و”الفاشية” (FA) بمعنى “ضد الفاشية”، ويصنفها البعض بأنها منظمة فوضوية شيوعية اشتراكية.
ولا يعرف بدقة متى ظهرت هذه الحركة، وفي الولايات المتحدة ترجعها بعض المراجع لاجتماع منظمة التجارة العالمية بمدينة سياتل عام 1999، حيث شهدت المدينة مظاهرات عنيفة، واستُخدم فيها العنف، ودُمر وسط المدينة من دون سقوط ضحايا.
كما لا يوجد هيكل تنظيمي واضح للحركة بسبب سريتها، لكنها تتكون من مئات الجمعيات الحركية غير المركزية والمنتشرة في مختلف ولايات أمريكا.
ويرتدي ناشطو المنظمة أغطية للوجه وملابس سوداء، ويتحركون في مجموعات بشرية صغيرة، ويحاولون لفت الانتباه لمواقفهم الداعية للتغيير والتمرد على الأوضاع الحالية.