اتهم الرئيس دونالد ترامب إيران بقيادة هجوم على السفارة الأمريكية بالعاصمة العراقية بغداد ، محذرا إياها من أنها ستتحمل المسؤولية كاملة عن ذلك , جاء ذلك في تغريدة نشرها ترامب ، الثلاثاء ، عبر حسابه على “تويتر” , وقال : “إيران قتلت مقاولا أمريكيا ، وتسببت في إصابة عدد آخر. نحن رددنا بقوة وسنستمر في ذلك. الآن إيران تقود هجوما على السفارة الأمريكية في العراق ، وسيتم تحميلها المسؤولية كاملة عن ذلك” , وأضاف : “نتوقع من العراق وقواته الأمنية حماية السفارة” , وذكر البيت الأبيض في بيان أن الرئيس دونالد ترامب تحدث هاتفيا يوم الثلاثاء مع رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي وشدد على ضرورة حماية الأمريكيين والمنشآت الأمريكية في العراق
ومنذ صباح الثلاثاء يحتشد مئات المحتجين العراقيين الغاضبين أمام سفارة واشنطن ببغداد ، محاولين اقتحامها ردا على القصف الأمريكي على مواقع ميليشيا تتبع “الحشد الشعبي” , وأكد شهود ومصادر أمنية عراقية , أن العشرات من المحتجين الغاضبين احرقوا بوابة للسفارة الأمريكية والنقطة أمنية ، بعد ساعات من دخولهم بالقوة إلى حرم السفارة وإضرام النيران في أبراج مراقبة وكرفانات , بينما اضرم محتجون غاضبون النابر في ، بوابة ثانية للسفارة الأمريكية وسط بغداد ، وسط انتشار لقوات عراقية خاصة لاحتواء الاضطرابات , وأضاف مصدرأمني ، أن “هذه القوة مهمتها بالأساس حماية المنطقة الخضراء التي تتواجد فيها السفارة وسط بغداد”.
وحذر عبد المهدي من أي اعتداء على السفارات والبعثات الأجنبية في بغداد وطالب المحتجين ”بالمغادرة فورا من أمام السفارة الأمريكية“ , وقال عبد المهدي في بيان ”أي اعتداء أو تحرش بالسفارات والممثليات هو فعل ستمنعه بصرامة القوات الامنية وسيعاقب عليه القانون بأشد العقوبات“ , ويتولى عبد المهدي تصريف شؤون البلاد بعد استقالته الشهر الماضي تحت ضغط الاحتجاجات الشعبية , فيما رفض الرئيس العراقي برهم صالح يوم الثلاثاء محاولات اقتحام السفارة الأمريكية في بغداد قائلا إن ذلك ينتهك اتفاقات دولية تلزم بلاده بحماية البعثات الأجنبية
وقال صالح في بيان ”محاولة اقتحام السفارة الأمريكية في بغداد تعد تجاوزا للسياقات والاتفاقات الدولية الملزمة للحكومة العراقية“ , وأضاف ”الاحتجاج السلمي حق مشروع ومكفول حسب الدستور، لكن التعرض إلى البعثات الدبلوماسية المعتمدة في العراق يعد ضرباً لمصالح العراق وسمعته الدولية بوصفه دولة ذات سيادة تحترم تعهداتها واتفاقاتها وتحمي البعثات الدبلوماسية داخل حدودها“ , ودعا صالح قوات الأمن العراقية إلى حماية جميع البعثات الأجنبية كما دعا المحتجين إلى مغادرة محيط السفارة.
وذكرت وزارة الخارجية الأمريكية أن كل الأمريكيين بسفارة الولايات المتحدة في بغداد آمنون وأنه لم يتم اقتحام المنشأة التي تظاهر عندها محتجون وأعضاء ميليشيات مسلحة يوم الثلاثاء تعبيرا عن الغضب من ضربات جوية أمريكية في العراق , وقال متحدث باسم الوزارة إن السفير الأمريكي في العراق “مات تولر” كان في رحلة سفر خاصة معدة سلفا منذ أكثر من أسبوع وإن التقارير التي ذكرت أنه أُجلي من السفارة زائفة , وأضاف المسؤول أن السفير في طريق العودة إلى السفارة وأنه لا توجد خطط لإخلائها.
وقال وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر , إن بلاده بصدد إرسال قوات إضافية إلى سفارتها في بغداد ، ودعا الحكومة العراقية إلى المساعدة في حماية الأمريكيين , وأضاف إسبر في بيان ”اتخذنا إجراءات حماية مناسبة لضمان سلامة المواطنين والعسكريين والدبلوماسيين الأمريكيين في هذا البلد ، ولتأكيد حقنا في الدفاع عن النفس“ , وتابع قائلا ”مثلما هو الحال في كل البلدان ، نعتمد على قوات الدولة المضيفة في المساعدة في حماية أفرادنا ، وندعو الحكومة العراقية إلى تحمل مسؤولياتها الدولية لفعل هذا“ , وينتشر نحو 5 آلاف جندي أمريكي في قواعد عسكرية بأرجاء العراق ضمن التحالف الدولي لمحاربة تنظيم “داعش” الإرهابي
ويتهم مسؤولون أمريكيون إيران، عبر وكلائها من الميليشيات الشيعية العراقية ، بشن هجمات صاروخية ضد قواعد عسكرية تستضيف جنودا ودبلوماسيين أمريكيين في العراق , وكانت القوات الأمريكية شنت ، الأحد، هجمات جوية على كتائب “حزب الله” العراقي، التابعة لـ”الحشد الشعبي” ، في محافظة الأنبار غربي العراق ؛ ما أدى إلى مقتل 28 مقاتلا من الكتائب وإصابة 48 آخرين بجروح , وقالت وزارة الدفاع الأمريكية، في بيان، إن هذه الضربات تأتي ردا على هجمات صاروخية شنتها الكتائب على قواعد عسكرية عراقية تستضيف جنودا ودبلوماسيين أمريكيين ، أحدثها هجوم استهدف قبل 3 أيام قاعدة “كي وان” في محافظة كركوك ؛ ما أدى إلى مقتل متعاقد مدني أمريكي وإصابة 4 من أفراد الخدمة الأمريكية واثنين من قوات الأمن العراقية , وقال نائب رئيس هيئة “الحشد الشعبي” في العراق، أبو مهدي المهندس، مساء الأحد ، أن رد “الحشد” على القصف الأمريكي سيكون “قاسيا”.