مقاطعة وهان الصينية مركز انتشار وباء كورونا إلى العالم
أتمّ فيروس “كورونا” الجديد شهرَهُ الثالث منذ أول ظهور له في مقاطعة ووهان الصينية في كانون الثاني/يناير الفائت، وصنفت منظمة الصحة العالمية كورونا “جائحة” مساء الأربعاء 11 آذار الحالي، وهو مصطلح علمي أكثر شدة واتساعا من “الوباء العالمي”، ويرمز إلى الانتشار الدولي للفيروس وعدم انحصاره في دولة واحدة.
وذكرت أن الفيروس أصاب 118 ألفا في 115 دولة، آخرها كوبا، وتسبب في وفاة 4219 بحسب آخر إحصائيات منظمة الصحة العالمية.
ومنذ اللحظة الأولى، وما إن تم تأكيد خبر انتشار الفيروس حتى بدأت أصابع الاتهام تتناوب في الإشارة فيما بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية.
وجاءت أخطر الاتهامات من المتحدث باسم الحكومة الصينية الذي قال يوم الخميس 12 آذار/مارس إن “الجيش الأمريكي ربما جلب فيروس كورونا إلى مدينة ووهان”.
الصينيون يتهمون الولايات المتحدة بأنها هي من نشرت الفيروس في إطار حربها الاقتصادية على الصين، وهي ضمن تاريخ “حرب جرثومية” طويلة المدى.
والأمريكان من جهتهم يوجِّهون اللوم والاتهام إلى الصين بأنها سبب انتشار هذا الفيروس نتيجة أبحاثها السرية والمستمرة في تطوير أسلحة بيولوجية وعلى مدى عقود من الزمن.
ويُعرّف السلاح البيولوجي بأنه أحد أشكال أسلحة الدمار الشامل غير التقليدية التي شهدها التاريخ، وهو ما كان يطلق عليه سابقاً سلاح “العقوبات الذكية”، التي تنشر الأوبئة والجراثيم للقضاء على أكبر قدر ممكن من السكان والبيئة.
بيجين توجه أصابع الاتهام لواشنطن
المتحدث باسم الخارجية الصينية “تشاو لي جيان” وجه أصابع الاتهام صراحة إلى واشنطن بقوله: إن الجيش الأميركي ربما هو الذي جلب فيروس كورونا إلى مدينة ووهان الصينية التي ظهر فيها المرض لأول مرة في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وتساءل المتحدث باسم الوزارة في تغريدة باللغة الإنجليزية على حسابه في تويتر، عن تاريخ تسجيل أول إصابة بمرض كورونا في الولايات المتحدة، وعدد المصابين به، وأسماء المستشفيات التي حُجزوا فيها، داعيا واشنطن إلى التحلي بالشفافية وإعلان البيانات، ومعتبرا أنها مَدينة للصين بتفسير.
موسكو تشاطر بيجين باتهام واشنطن
ودخلت موسكو على خط اتهام واشنطن؛ فقد وصف “فلاديمير جيرينوفسكي”، وهو نائب روسي، وزعيم الحزب الديمقراطي الليبرالي، فيروس “كورونا الجديد” بأنه “استفزاز أمريكي” للصين.
وخلال اجتماع له مع طلاب ومدرّسين في معهد الحضارات العالمية بموسكو، قال “جيرينوفسكي”: “إن فيروس كورونا خطير، ويمتد بالفعل عبر جميع القارات، بحسب وكالة “سبوتنك الروسية”.
ووضع “جيرينوفسكي” الفيروس في سياق الحرب الاقتصادية الراهنة بين البلدين، بقوله: “يَخشى الأمريكيون عدم قدرتهم على تجاوز الصين، أو على الأقل البقاء على قدم المساواة معها”، معتبرًا أن هذا الفيروس “استفزاز أمريكي” للصين.
فيروس كورونا بات معركة سياسية بين طهران والرياض
إحدى معارك كورونا تدور بين طهران والرياض، وهما تخوضان، منذ سنوات، صراعا إقليميا على النفوذ في دول عربية عديدة، منها اليمن ولبنان والعراق.
فقد أعلنت وزارة الصحة الإيرانية، الأربعاء 11 آذار الحالي، ارتفاع وفيات الفيروس في إيران إلى 354، إضافة إلى تسعة آلاف إصابة.
ونفى المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، صحة حديث السعودية عن عدم ختم وثائق سفر المواطنين السعوديين العائدين من إيران إلى المملكة.
واعتبرت الرياض، التي سجلت 21 إصابة حتى الأربعاء، أن هذا التصرف من جانب طهران “دليل على مسؤولية إيران عن زيادة تفشي الفيروس عالميا”.
خامنئي يعتبر كورونا حرب بيولوجية على إيران
وفي سياق متصل، قال المرشد الإيراني إن هناك مؤشرات ودلائل تعزز فرضية هجوم بيولوجي عن طريق فيروس كورونا.
وأضاف خامنئي أن القوات المسلحة الإيرانية تستطيع أن ترفع مستوى جاهزيتها لمواجهة الهجمات البيولوجية من خلال تجربة مكافحة الوباء، آمرا إياها بإنشاء مركز طبي لمكافحة الفيروس.
كما أعلن المرشد الإيراني في رسالة إلى رئيس الهيئة العامة للقوات المسلحة اللواء محمد باقري أنه من الضروري أن يعمل هذا المركز على إنشاء مستشفيات متنقلة، ومراكز للعناية بالمرضى المصابين بالفيروس والحد من انتشاره.
وأكد خامنئي أن على القوات المسلحة أن تقوم بمهامها بالتنسيق الكامل مع الحكومة الإيرانية وضمنها وزارة الصحة.
شخصيات إيرانية في دائرة وباء كورونا
الجدير بالذكر أن الفيروس قضى وأصاب العديد من الشخصيات الرسمية والسياسية والدينية في إيران، إذ أوردت وسائل إعلام محلية يوم أمس الخميس 12 آذار؛ أن علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الإيراني أصيب بالفيروس وأخضع للحجر الصحي، وهو طبيب ومدير مستشفى مخصص لمعالجة المصابين بالفيروس.
وقبل ذلك، أصيب بالفيروس نائبان للرئيس الإيراني حسن روحاني، هما إسحاق جهانغيري ومعصومة ابتكار، إضافة إلى إصابة وزراء وبرلمانيين.
المصدر: مركز أمية للبحوث والدراسات الإستراتيجية