وثّق تحقيق استقصائي نشره موقع “حكاية ما انحكت“، 49 مركز اعتقال في مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” شمال شرق سوريا، بينها 38 “معتقلا سريا”.
وذكر التحقيق أن “قوات سوريا الديمقراطية”، تستخدم في هذه السجون السرية، سياسة تحاكي منهج النظام اتجاه المعتقلين.
أسماء ومواقع السجون السرية
واستعرض التحقيق أسماء ومواقع السجون التي تديرها قوات سوريا الديمقراطية في مناطق سيطرتها شمال وشمال شرق سوريا.
وبلغ عدد السجون السرية لقوات سوريا الديمقراطية في محافظة الحسكة 15 معتقلاً سرياً وهي، “مساكن الضباط” و”الكلاسة” في مركز المدينة.
إضافة إلى “جركن” و”علايا” و”الرميلان” و”هيمو” و”القحطانية” في منطقة القامشلي، و”قبيبة” و”الجبسة” و”الهجانة” و”كم البلغار” و”الكم الصيني” أو ما يُعرف باسم “بوكا2” في ريف الحسكة الجنوبي.
وكذلك معتقل “ديريك” الذي يُعرف أيضاً باسم “السجن الأسود” في منطقة المالكية شمال شرق المحافظة، و”تل معروف و”ناف كر” .
وضمّت محافظة دير الزور، 12 مركز اعتقال سرّي، هي “محيميدة” و”حوايج” و”سجن الاستخبارات” في الريف الشرقي، و”الباغوز” و”البصيرة” و”الصبحة” و”هجين” و”الجفرة” و”الطيانة” و”أبو حمام”، إضافة لمعتقلي “الحصان” و”الصور” في ريفها الشمالي.
وتوزّعت ثمانية معتقلات سرّية في محافظة الرقة، هي “المخابرات العسكرية” و”الأمن العام” و”سجن الأسايش” و”جهاز الجريمة” و”سجن التحقيق” و”جزيرة عايد” و “تل السمن” و”المحمودلي” و”ولات داود”.
فيما ضمّت منطقة “عين العرب” في ريف حلب الشمالي الشرقي معتقلي “مكافحة الإرهاب” و”جبال صرين”، وفقاً للتحقيق.
المعتقلات الرسمية المعلنة
وكشف التحقيق عن ثمانية سجون مركزية “معلنة” في مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية”، هي سجون “الكسرة” و”الجزرات” في ريف دير الزور، و”الصناعة” في حي “غويران” جنوب مدينة الحسكة، وسجن “الهول” شرقها، إضافة لسجني “الرقة المركزي” و”الأحداث” في الرقة، و”منبج المركزي” و”المالية” في منبج.
سجون قوات التحالف
وأشار إلى أن قوات التحالف الدولي، أقامت ثلاثة مراكز احتجاز تحت إشرافها المباشر هي سجني “الشدادي” و”الجبسة” في ريف الحسكة، وسجن “حقل العمر” في ريف دير الزور.
ولفت إلى أن هذه السجون قُسّمت إلى قسمين بداخلها، أحدهما يخضع لإشراف التحالف الدولي بشكل مباشر، ويضم القياديين البارزين في صفوف تنظيم “داعش”، لا سيما الأجانب منهم، وقسم آخر يخضع لإشراف “قوات سوريا الديمقراطية”، ويضم قياديي “داعش” الأقل أهمية.
طرق التعذيب
وبحسب التحقيق، تتبع “قوات سوريا الديمقراطية” أساليب التعذيب التي يمارسها النظام السوري على المعتقلين في سجونه.
وأشار إلى أن سجون “قوات سوريا الديمقراطية” تشترك مع معتقلات النظام بـ41 طريقة تعذيب، من أصل 72 وسيلة يستخدمها الأخير في سجونه.
وقال المدير التنفيذي لمنظمة سوريون من أجل الحقيقة و العدالة، “بسام الأحمد” إنّ “قوات سوريا الديمقراطية تبرّر استخدام وسائل التعذيب في سجونها بذريعة، نزع الاعترافات من الموقوفين والمحتجزين”.
ولفت الى أن “غياب الرقابة عن السجون يساعدها على استخدام تلك الأساليب، ما يدفع بعض المعتقلين للاعتراف بتهم نُسبت إليهم للخلاص من التعذيب”.
اعتقالات بناء على تقارير كيدية
ونقل التحقيق عن عدد من المعتقلين السابقين في سجون “قوات سوريا الديمقراطية”، أن اعتقالهم جاء على خلفية تقديم تقارير “كيدية” ضدهم من قبل مخبرين متعاونين معها في المنطقة، وهو ما أكّده المدير التنفيذي لمنظمة سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، “بسام الأحمد”.
وأشار الأحمد إلى أن “قوات سوريا الديمقراطية” وقوات التحالف الدولي تمتلكان شبكات “قوية جداً” من العملاء لصالحهما في شمال شرق سوريا، كما يعتمدان في تنفيذ معظم عمليات الدهم والاعتقال على تقاريرهم التي تقدم بـ “مقابل مادي”.
بدوره، أكد الكاتب والصحفي “فراس العلاوي” أن قوات سوريا الديمقراطية، تعتمد على توجيه تهمة “التعامل مع تنظيم داعش” للمعتقلين في سجونها، على غرار سياسة النظام التي يوجّه خلالها تهمة “الإرهاب” للمعتقلين لديه.
وشدد العلاوي على أن التقارير المقدمة ضد المعتقلين في سجون “قوات سوريا الديمقراطية”، غالباً ما تكون “باطلة وملفقة”.
وقدّر العلاوي نسبة المعتقلين المتهمين بالتعامل مع تنظيم “داعش” بنحو 80 بالمئة من المعتقلين، في حين أنّ التهم الموجهة لقرابة 20 بالمئة هي التعامل مع تركيا والمعارضة والفساد والسرقة وغيرها.
سجن سري للنساء
وكشف التحقيق عن سجن مخصص للسيدات المعتقلات، يقع بالقرب من منطقة “الصوامع” في مدينة الرقة، ويُعرف باسم “سجن الأسايش”.
الصحفي صهيب الجابر، قال إن سياسة “قوات سوريا الديمقراطية” في اعتقال السيدات تتمثل بعمليات أشبه بـ “الخطف”، حيث يتم حجزهن في سجون سرية خوفاً من مواجهة غضب العشائر بشكل مباشر، وهو السبب الرئيسي الذي يدفعها لإنكار اعتقال السيدات أو وجودهن في سجونها.
وقالت إحدى المعتقلات السابقات، إنها قضت أربعة أشهر في “سجن الأسايش”، برفقة 30 سيدة في زنزانة واحدة، هي الزنزانة الوحيدة المخصصة للسيدات داخل السجن.
وأضافت أن السيدات المعتقلات كُنّ يتعرضن للتعذيب بين الحين والآخر، على يد شبان وفتيات من المتطوعين/ات في صفوف “قوات سوريا الديمقراطية”.
وأوضحت بأنها تعرضت للضرب بمواسير التمديدات الصحية في أثناء جلسة التحقيق الأولى، إلى جانب الشتم والتهديد من قبل المحققين.
المعتقلات الرسمية غطاء للانتهاكات
وأوضح التحقيق أن الأوضاع في السجون المركزية بالنسبة للمعتقلين مختلفة تماماً عن واقع المعتقلات السرية، إذ يتراوح عدد السجناء في الزنزانة الواحدة بين 12 إلى 15 سجيناً، ويُسمح فيها بالزيارات للأقارب من الدرجة الأولى لمرة واحدة كل أسبوعين.
ورأى الكاتب والصحفي فراس علاوي أن السجون المركزية “المُعلنة” تخضع لجولات تفتيش من اللجان الدولية ووسائل الإعلام، معتبراً أنها تحوّل السجناء الأقل خطورة إلى السجون المركزية، أما المتهمون بقضايا العمالة وغيرها، فيتم نقلهم إلى سجون سرية.
وبيّن أن “قوات سوريا الديمقراطية” تحاول من خلال سجونها المركزية إبراز صورة إيجابية عن السجون في مناطقها، من خلال التعامل مع السجناء والإطعام والتنفس وغيرها.
يشار إلى أن الشبكة السورية لحقوق الإنسان، وثقت اعتقال “قوات سوريا الديمقراطية”، ثلاثة آلاف و817 شخصًا ،منذ آذار 2011، بينهم 658 امرأة و 176 طفلًا، وبلغ عدد المفقودين ألفين و216 شخصًا، بينهم 98 امرأة و 86 طفلًا.