“لا أستطيع أن أوقف القتل، العنف، والرعب اليومي، لكن أستطيع أن أعدكم أنني وآخرون مثلي سنقاتل بكل ما يمكننا كي لا تعيشوا أبدا تحت همجية بشار الأسد، وسوف نحشد ونرسل رسالة قوية وواضحة عن عديم الرجولة، تسمح للسياسيين المنتخبين أن يقوموا بعملهم ضده، يوما ما سينتهي الرعب.. سينتهي، وأن هنالك الكثير يقفون مع مطالبكم وحقوقكم الإنسانية غير قادرين أن يحولوا مواقفهم إلى أفعال، لكن هنالك من يستطيع، أنتم لستم وحدكم، أنا وكثير كثير آخرين نتابع العمل من أجلكم”.
هذا ما ختم به الصحفي البريطاني باول كونروي رسالة وجهها عبر صفحته الرسمية في موقع “فيسبوك”، للسوريين بُعيد تجربته في تغطية الأحداث في سوريا، ونجاته من الموت “بفضل أناس نبلاء وشجعان”، في حين لم تنجُ زميلته الصحفية الأمريكية ماري كولفين، وزميله المصور الصحفي الفرنسي ريمي أوشليك من قذائف القتل التابعة لقوات النظام السوري.
وللوقوف عند مختلف جوانب مراحل عمل الإعلام الأجنبي في سوريا منذ آذار 2011، أصدر المركز السوري للحريات الصحفية في رابطة الصحفيين السوريين، اليوم الأربعاء 24 حزيران 2020، تقريراً خاصاً بعنوان: “تحت النار: لم يكن السوريون لوحدهم!.. تقرير خاص عن معاناة الصحفيين الأجانب في سوريا”.
يهدف التقرير إلى التذكير بتضحيات الصحفيين العرب والأجانب الذين كان لهم دور كبير في التأكيد على أهمية الإعلام والدور الفعّال الذي تلعبه وسائل الإعلام الأجنبية المختلفة في كشف الحقيقة، كما يهدف لتسليط الضوء على معاناة أولئك الصحفيين الأجانب واستعراض الانتهاكات التي تعرضوا لها خلال عملهم في سوريا.
المركز السوري للحريات الصحفية في الرابطة وثق وقوع 71 انتهاكاً ضد الصحفيين الأجانب في سوريا منذ عام 2011، كان من أبرزها مقتل 20 صحفياً معظمهم على يد النظام السوري وتنظيم الدولة (داعش).
وعبر استعراض زوايا مهمة من تاريخ حياة الإعلاميين الأجانب في سوريا منذ بدء الحراك الثوري عام 2011، يجيب التقرير على تساؤلات تُطرح باستمرار حول كيفية تفاعلهم مع حقيقة هذا الحراك وتطوراته وتحولاته الجذرية والتغيرات الطارئة على الملف السوري عبر السنوات السابقة، ونقله إلى المجتمع الدولي والعربي على حد سواء، وكذلك فيما إذا كان دور الإعلام الأجنبي في سوريا تغطية إعلامية أم اصطفافات سياسية؟.
كما يتطرق التقرير إلى تعامل مختلف الأطراف السورية مع وجود الإعلام الأجنبي في مناطق سيطرتهم، والسياسات التي انتهجتها كل طرف من الأطراف المسيطرة على حيز جغرافي مع الصحفيين الأجانب عبر مراحل مختلفة من السنوات السابقة التي شهدت انخفاض الوجود الصحفي الأجنبي تارةً وارتفاعه تارةً تبعاً لتطور الأحداث السورية.
إلى جانب ذلك، يشير التقرير إلى الأدوار والرسائل الهامة التي بثّها الإعلاميون الأجانب الذين دخلوا الأراضي السورية وغطوا أحداث متنوعة ما بعد 2011، كما يرصد شهادات وآراء لصحفيين أجانب كانوا “تحت النار” في مناطق مختلفة من سوريا.
ووفقاً للتقرير، تحتاج تجربة الإعلام الأجنبي في سوريا لدراسة معمقة من مختلف الزوايا، ويعتبر أن وسائل الإعلام الأجنبية التي غطت ونقلت الأحداث السورية منذ عام 2011، لعبت دوراً محورياً في تكوين الرأي العام لدى مجتمعاتهم؛ تجاه القضية السورية.
المصدر: رابطة الصحفيين السوريين