بدأت جلسات “محكمة شعبية” في مدينة لاهاي الهولندية، أطلقتها 3 منظمات رائدة في مجال حرية الصحافة والإعلام في محاولة لمحاسبة ثلاث دول، من بينها سوريا، لعدم تحقيق العدالة في جرائم قتل 3 صحفيين.
ونظمت “مراسلون بلا حدود” (RSF)، و”صحافة حرة بلا حدود”، و”لجنة حماية الصحفيين”، الجلسة الأولى للمحكمة في مدينة لاهاي، الثلاثاء 2 تشرين الثاني الذي يوافق اليوم العالمي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين، وبحضور وسائل إعلام عالمية وخبراء قانونيين دوليين، وفق الموقع الرسمي لـ”مراسلون بلا حدود“.
وقال ممثل الادعاء في “المحكمة الشعبية” الخاصة بجرائم قتل الصحفيين، المودينا برنابيو، إن الوقت حان لمساءلة الدول عن الانتهاكات المرتكبة بحق الصحفيين، مشيرًا إلى الآثار السلبية للإفلات من العقاب.
ووجهت لائحة الاتهام الرسمية المقدمة إلى المدعية العامة والمحامية الدولية لحقوق الإنسان، ألمودينا برنابيو، تهمًا ضد الحكومات السريلانكية والمكسيكية والسورية لعدم تحقيق العدالة في جرائم قتل ثلاثة صحفيين من بينهم الصحفي السوري نبيل شربجي.
وقُتل نبيل شربجي في سجن “صيدنايا” التابع للنظام السوري في أيار 2015 بعد نحو ثلاث سنوات من اعتقاله إثر مشاركته في الحراك السلمي، والمشاركة في تأسيس أول تجربة صحفية مستقلة في داريا (عنب بلدي).
هل أحكام المحكمة ملزمة؟
وتعتبر هذه المحكمة مبادرة من المنظمات لإيقاف الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة بحق الصحفيين، ولا يعتدّ بها قانونيًا.
وتمتد المحكمة لستة أشهر، وستتبع الجلسة الافتتاحية هذا الأسبوع ثلاث جلسات استماع خاصة بكل دولة، وجلسة ختامية في 3 أيار اليوم العالمي لحرية الصحافة 2022.
اقرأ أيضاً سوريا تتصدر الدول المسؤولة عن قتل الصحفيين في العالم
وبحسب مراسلون بلا حدود، فإن الجلسة الافتتاحية استدعت ثلاثة عشر شاهداً، لتقديم شهادات حول أنماط العنف وأسباب الإفلات من العقاب، وسيقوم المدعي العام المحامي الدولي الشهير لحقوق الإنسان ألمودينا برنابيو، بتسليم لائحة الاتهام رسميًا إلى لجنة القضاة.
النظام السوري وقمع الصحافة
صُنّفت سوريا من بين الدول الأسوأ على صعيد حرية التعبير، ففي أحدث تقرير صادر عن “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” في أيار الماضي، وثّقت “الشبكة” مقتل 709 من الصحفيين والعاملين في مجال الإعلام منذ آذار 2011، بينهم 52 بسبب التعذيب، يتحمل النظام السوري وروسيا 80% من هذه الحصيلة.
واحتلت سوريا المركز 174 من 180 في التصنيف السنوي لحرية التعبير الصادر عن المنظمة لعام 2021، وتصدرت قائمة “لجنة حماية الصحفيين” كأكثر البلدان فتكًا بالصحفيين عالميًا في تصنيفها عام 2019.