أصيب عشرات الأشخاص في بيروت يوم السبت إثر إطلاق قوات الأمن اللبنانية الغاز المسيل للدموع واستخدامها مدافع المياه في اشتباكات مع محتجين قرب مبنى البرلمان استخدموا خلالها أفرع الأشجار واللافتات المرورية , وقال الصليب الأحمر اللبناني مساء الأحد، أن عدد الإصابات جراء المواجهات بين المحتجين قوات الأمن ، وسط بيروت ، ارتفعت إلى 90متظاهراً , وأضاف أن “38 شخصا جرحوا وتم نقلهم إلى مستشفيات المنطقة ، كما تم إسعاف 52 إصابة في المكان” ، دون أن يوضح طبيعة الإصابات , ولفت إلى أنه تم الدفع بـ17 فرقة إسعاف تابعة له للتعامل مع حالات الإصابة.
وقال الدفاع المدني اللبناني , إن 7 سيارات إسعاف تابعة له منتشرة وسط بيروت، وتعمل على نقل الإصابات إلى المستشفيات على إثر ما تشهده المنطقة من توترات أمنية , فيما تجددت المواجهات بين المحتجين والقوى الأمنية وسط بيروت , وذكرت مصادر إعلامية أن قوات من الجيش اللبناني وصلت إلى مناطق الاحتجاجات واستقبلها المحتجون بالترحاب , وكانت قوى الأمن الداخلي قد طالبت المتظاهرين أمس بالإبقاء على الطابع السلمي للتظاهر والابتعاد عن الاعتداء على الأملاك الخاصة والعامة والتهجم على عناصر الأمن بالمفرقعات والحجارة , فيما ترأس الرئيس اللبناني، ميشال عون، ظهر الإثنين ، اجتماعا أمنيا في القصر الرئاسي في بعبدا، لبحث التطورات الأمنية والإجراءات الواجب اتخاذها للمحافظة على الاستقرار والهدوء في البلاد.
وملأ المتظاهرون الشوارع مجددا خلال الأيام الماضية بعد هدوء في الاحتجاجات التي غلبت عليها السلمية وانتشرت في أنحاء البلاد في أكتوبر تشرين الأول بسبب الأوضاع الاقتصادية. ويقول المتظاهرون إن النخبة السياسية دفعت البلاد صوب أسوأ أزمة اقتصادية منذ عقود , وتسبب تلويح أفراد الشرطة بالعصي وإطلاق الغاز المسيل للدموع في إصابة عشرات المتظاهرين في الأيام الماضية مما أثار قلق الجماعات الحقوقية من احتمالات التحرك لسحق المعارضة , وقال شهود إن شرطة مكافحة الشغب أطلقت أيضا الرصاص المطاطي ومدافع المياه في الحي التجاري مساء السبت. وأحاط دخان قنابل الغاز المسيلة للدموع بالمحتجين بينما هرعت سيارات الإسعاف عبر شوارع العاصمة
واشتغلت النيران في مخيم احتجاج بوسط بيروت مساء السبت مما أدى إلى احتراق خيام وتصاعد ألسنة اللهب , ونفت قوى الأمن الداخلي تقارير إعلامية عن قيام بعض أفرادها بحرق المخيم الذي عقد فيه نشطاء نقاشات ونظموا اعتصامات في الأشهر الأخيرة , في حين تصدت قوات الأمن للمحتجين قرب البرلمان , ولم يتضح سبب الحريق. ونفت قوى الأمن الداخلي تقارير إعلامية عن قيام بعض أفرادها بحرق المخيم , وأقام نشطاء المخيم في الأشهر الأخيرة في إطار الاحتجاجات على نخبة حاكمة أغرقت البلاد في أسوأ أزمة اقتصادية منذ عقود , وقالت قوى الأمن الداخلي ”يجري التعرض بشكل عنيف ومباشر لعناصر مكافحة الشغب على أحد مداخل مجلس النواب. لذلك نطلب من المتظاهرين السلميين الابتعاد عن مكان أعمال الشغب حفاظا على سلامتهم“
وأضافت قوى الأمن ”بعد الإنذارات التي أطلقناها عبر وسائل الإعلام لمغادرة المتظاهرين السلميين ستتم ملاحقة وتوقيف الأشخاص الذين يقومون بأعمال شغب وإحالتهم إلى القضاء“ , وقالت ريا الحسن وزيرة الداخلية اللبنانية إن من غير المقبول أن يعتدي المحتجون على قوات الأمن في وقت نشبت فيه اشتباكات بين الجانبين في وسط بيروت مساء السبت , وأجبرت الاضطرابات سعد الحريري على الاستقالة من رئاسة الوزراء في أكتوبر تشرين الأول. وأخفق السياسيون المتناحرون منذ ذلك الحين في الاتفاق على تشكيل حكومة جديدة أو الخروج بخطة لإنقاذ اقتصاد البلاد , وقال الحريري على تويتر مساء السبت ”مشهد المواجهات والحرائق وأعمال التخريب في وسط بيروت مشهد مجنون ومشبوه ومرفوض يهدد السلم الأهلي وينذر بأوخم العواقب. لن تكون بيروت ساحة للمرتزقة والسياسات المتعمدة لضرب سلمية التحركات الشعبية“
وقال شهود إنهم رأوا شبانا يرشقون رجال الشرطة بالحجارة وأصص الزهور لدى محاولة المحتجين اقتحام أحد مداخل منطقة شديدة التحصين والحراسة في وسط بيروت تضم مبنى البرلمان , وتعامل رجال مكافحة الحرائق مع نيران اشتعلت في مخيم احتجاج بوسط بيروت مساء السبت وأرسلت سحابات من الدخان من احتراق خيام , ولم يتضح سبب الحريق , وشارك مئات المحتجين في مسيرات وهتفوا بشعارات مناهضة للطبقة السياسية في مناطق أخرى من العاصمة , كما تصاعد الغضب على المصارف التي حدت من إمكانية وصول العملاء لمدخراتهم وحطم محتجون واجهات بنوك وماكينات الصراف الآلي ليلة الثلاثاء , وخسرت الليرة اللبنانية نحو نصف قيمتها بينما أدى نقص الدولار لارتفاع الأسعار وانهيار الثقة في النظام المصرفي