كشف الأمير السعودي بندر بن سلطان , في سلسلة مقابلات مع صحيفة “إندبندنت” البريطانية , إنه لدى بداية توجه نظام الأسد للعنف ضد المتظاهرين السلميين في سورية ، كانت السعودية تتابع التطورات عن كثب ، ولم تعلن موقفا ، بل أرسلت المندوبين إلى رئيس النظام بشار الأسد تطلب منه اتخاذ ما يمكن لإنقاذ الوضع وتطوراته , وقال الأمير بندر الذي شغل منصب رئيس الاستخبارات أمين مجلس الأمن الوطني وسفيرها السعودية لدى واشنطن , إن الرياض حذرت الأسد ثلاث مرات من انفلات الوضع في سورية ، وطلبت منه اتخاذ ما يمكن لإنقاذ الوضع وتطوراته ، وأكد أن الملك عبدالله أرسل مندوبا لبشار الأسد برسالة يطالبه باتخاذ إجراءات لتهدئة الأمور
وأضاف الأمير بندر , أن الملك السعودي الراحل عبدالله بن عبد العزيزر , أرسل إلى الأسد مندوبا مرة أخرى حذر فيها الأسد من استمرار تدهور الوضع ، فكان رده “أنه يعي ما يحصل وسيتخذ اللازم لكن هذا يتطلب إصلاحات اقتصادية”، مؤكدا أن الملك عبد الله أرسل له سراً 200 مليون دولار كمساعدة عاجلة لتهدئة الوضع والتعامل مع الأمور سياسيا واقتصاديا ، وأضاف “ولكن بشار وبذكائه العجيب والذي يعتقد أنه يستطيع أن يخدع به كل الناس بما في ذلك شعبه ، أخذ الأموال دون فعل شيء” , وأضاف بندر بن سلطان : “أرسل الملك عبد الله لبشار مندوبا برسالة مفادها أن عليه أخذ إجراءات سياسية عاجلة لتهدئة الأمور قبل أن تفرط ، فوعده بشار بذلك ، ولكن للأسف استمر بشار في سياسته القمعية”
وقال الأمير بندر: “ثم انشق رياض حجاب رئيس الوزراء الأسبق، وسمعنا منه العجائب عما كان يحصل داخل النظام… ومن ذلك أن أول لقاء له مع بشار بعد توليه رئاسة الوزراء حاول شرح الوضع الداخلي لبشار في دير الزور خصوصا أن حجاب من دير الزور، واتصل به العديد من أهالي الدير يبلغونه بما يحصل فيها، فكان رد فعل بشار (لا تشغل نفسك بهالحكي) ” , ويضيف الأمير قبل أن ينتقل إلى قصة تراخي أوباما : “ثم بدأ بشار بضرب المدن السورية بالصواريخ والبراميل المتفجرة ، وهنا اقتنع الملك عبد الله أنه لا يمكن التعاون مع هذا الشخص . بل وأنا أتعجب اليوم وللأسف لا يوجد بيت أو حي أو قرية أو مدينة إلا وقد سحل فيها الناس وقتلوا ودمروا”.
وأتهم الأمير بندر أن الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما راوغ في التحرك العسكري بسورية , وأضاف بأن حلفاء واشنطن أصيبوا بصدمة وذهول ، حين اكتشفوا لاحقا أن مكاسب إيران في سورية ، وتابع : “اكتشفنا أنه كان في ذلك الوقت يتفاوض مع إيران على الاتفاق النووي وعلى أنه لا يريد القيام بأي خطوة تفسد هذه المفاوضات ، في الوقت الذي كان الجانب الإيراني يستميت لرفع العقوبات” , وواصل الأمير بندر حديثه قائلاً : “كان أوباما قلقا من انسحاب الإيرانيين من المفاوضات النووية ، والعجيب أن فرنسا وبريطانيا أرسلتا طائرات عسكرية إلى قبرص لضرب أهداف الكيماوي السوري وغيرها في تحرك عسكري شامل مع الولايات المتحدة”.
وتابع بالقول : “الأمريكيون قالوا إنهم سيساهمون بالمعلومات الاستخباراتية والدعم واستهداف أماكن الكيماوي” , وأشار الأمير بندر إلى أن الملك عبد الله تفاجأ برد فعل أوباما ، ومراوغته ، ولم يستسغ ذلك ، حيث أفاد بأن الملك عبد الله قال في مكالمة هاتفية مع أوباما شارك فيها الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند ورئيس وزراء بريطانيا الأسبق كاميرون : “لا أصدق نفسي أنني يوما ما سأعيش ورئيس للولايات المتحدة الأمريكية يكذب علي” ، مضيفا أن أوباما كان يحاول الدفاع عن موقفه , وأكد المسؤول السعودي السابق أن الخطوط الحمراء التي رسمها البيت الأبيض أكثر من مرة لرئيس النظام بشار الأسد كانت مجرد فرقعات إعلامية