دخلت 5 شاحنات “فارغة” إلى مخيم الركبان الحدودي مع الأردن، صباح أمس السبت من أجل إجلاء عائلات إلى مناطق سيطرة النظام السوري، وسط تحذير منظمة العفو الدولية” أمنستي” من مخاطر قد يتعرض لها العائدون.
وقال رئيس المجلس المحلي في المخيم، أحمد درباس الخالدي، إن: “الشاحنات دخلت صباح أمس السبت، ولا تحمل أي مساعدات إنسانية، وهدفها إجلاء من يود الخروج من العائلات إلى مناطق سيطرة النظام السوري في محافظة حمص”.
وتابع: “الأمم المتحدة تروج على أن مناطق سيطرة النظام آمنة والوضع مستتب. نتوقع خروج 100 عائلة ضمن الشاحنات في الساعات المقبلة”.
ولفت الخالدي في حديث للسورية نت إلى أن: “العائلات التي ستخرج مجبرة بسبب الأمراض التي تعاني منها وبسبب الحصار المطبق. منذ عامين ونصف لم تدخل أي منظمة أو مساعدات إنسانية إلى المخيم”.
“العفو الدولية تحذر
كانت نشرت منظمة “العفو الدولية” (أمنستي) تقريراً يوم الجمعة الماضي، قالت فيه إنها تلقت معلومات مفادها أن الأمم المتحدة تخطط لنقل عائلات من مخيم الركبان الحدودي إلى مناطق سيطرة نظام الأسد، في المرحلة المقبلة.
وأضافت المنظمة في تقرير لها: “الأمم المتحدة تخطط لتسهيل نقل الأشخاص من الركبان إلى ملاجئ في حمص، حيث سيتم وضعهم في الحجر الصحي لمدة 14 يوماً”.
وجاء في تقرير “العفو الدولية”: “إننا نحث الأمم المتحدة والهلال الأحمر العربي السوري على عدم المضي قدماً في عمليات الإعادة هذه، والتي ستعرض بلا شك النساء والرجال والأطفال الذين يعيشون في الركبان للخطر”.
وتحدثت الباحثة في شؤون اللاجئين والمهاجرين في منظمة العفو الدولية، ماري فوريستير، عن أن معلومات ” أمنستي”، تُظهر أن “السلطات السورية استهدفت على وجه التحديد العائدين من الركبان، واتهمتهم بالإرهاب قبل تعريضهم لانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان”.“
الأمم المتحدة تدعم المغادرة الطوعية
دخول الشاحنات “الفارغة” صباح امس السبت جاء بعد كتاب تلقاه المجلس المحلي في الركبان من مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة بالعاصمة السورية دمشق.
ويتضمن الكتاب دعم الأمم المتحدة، للمغادرة الطوعية للأهالي خلال أشهر أيلول، تشرين الأول، تشرين الثاني 2021.
وجاء فيه أن الأمم المتحدة بمساعدة “الهلال العربي السوري” ستدعم عملية المغادرة “الطوعية”. ستتم عمليات المغادرة على دفعات ولمدة ثلاثة أشهر”.
ويتطرق الكتاب أيضاً لتفاصيل عملية إجلاء العائلات، والآلية التي سيتم العمل من خلالها.
فيما تحدث المجلس المحلي للمخيم عن أن ” التحالف وجيش مغاوير الثورة سيتوليان مسؤولية حماية الشاحنات من باب المخيم الخارجي إلى آخر حاجز يفصلهم عن مناطق سيطرة الحكومة السورية”.
ويذكر أن روسيا قد ألمحت في حزيران الماضي إلى المخطط الذي يقضي بإعادة العائلات من مخيم الركبان إلى مناطق سيطرة النظام السوري.
اقرأ أيضاً روسيا تريد إخلاء مخيم الركبان والأمم المتحدة لاتضمن سلامة مغادريه
“مخيم الموت”
ويمتد مخيم الركبان الذي بات يطلق عليه “مخيم الموت”، والواقع في المنطقة الحدودية مع الأردن من الجهة السورية، على طول 7 كيلومترات، بين البلدين.
ويعد الركبان مخيما عشوائيا لا تديره جهة بعينها، سواء من الجانب السوري أو الأردني، ويضم حاليا قرابة 8 ألف نازح سوري، كانوا ينتظرون السماح لهم بدخول الأراضي الأردنية هربا من الحرب.
ويعيش سكان الركبان في البادية السورية ظروفاً إنسانية قاسية، في ظل حصار قوات النظام السوري للمخيم، وندرة المساعدات.
ويتكون المخيم من مساكن 70 بالمئة منها بيوت طينية سقوفها شوادر بلاستيكية، و30 بالمئة خيام.