أعلن المكتب الإعلامي لـ”الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين” عن سماح النظام السوري بدخول أهالي مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، من سوريين وفلسطينيين، بدءاً من اليوم الجمعة.
وبحسب بيان أصدره الأمين العام للجبهة، طلال ناجي، فقد تم إصدار قرار للجهات المعنية من قبل رئيس النظام السوري، بشار الأسد، لتسهيل عودة أهالي المخيم “دون قيد أو شرط”.
وبحسب ناجي، وجّه الأسد “الأمانة العامة السورية للتنمية” المرتبطة بشكل مباشر بأسماء الأسد، بتوفير البيئة المناسبة لفتح بعض المحلات التجارية (محل سمانة، محل لبيع الخضار والفواكة) ومساعدة أصحاب المحلات ماديًا للقيام بتخديم المخيم.
هذا وستتم إزالة الركام بالتنسيق بين محافظة مدينة دمشق والفصائل الفلسطينية وسفارة الفلسطينية، وفق ناجي.
وسبق أن طالب مسؤول ملف التعليم في مخيم “اليرموك” للاجئين الفلسطينيين، وليد الكردي، بإعادة تأهيل المدارس والمراكز التعليمية في المخيم جنوبي دمشق، مع اقتراب بدء العام الدراسي الجديد.
ودعا الكردي الهيئات المعنية لتجهيز المؤسسات التعليمية في مخيم “اليرموك”، استعدادًا لاستقبال الطلاب للعام الدراسي 2021- 2022، وذلك في ظل وجود نحو ألف عائلة داخل المخيم، بينهم عشرات الأطفال.
وقال الكردي بهذا الصدد، “إن هناك استحقاقات كثيرة، تقع أعباؤها وتنفيذها على أكتاف الفصائل والمؤسسات والهيئات الفلسطينية ووكالة (أونروا) للنهوض بالمخيم”.
أوضاع معيشية قاسية وتعفيش مستمر
وتعاني العائلات المقيمة حاليًا في “اليرموك” من أوضاع إنسانية قاسية وصعوبات كبيرة في تأمين الحاجات الأساسية، كمادة الخبز والماء الصالح للشرب، والمحروقات لصنع الطعام، وفق مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا.
وبحسب المجموعة الحقوقية المهتمة بأمور اللاجئين الفلسطينيين السوريين حول العالم، أُجبر ما يزيد عن 86% من أهالي مخيم “اليرموك” جنوبي دمشق على مغادرته، بينما فضل 13% منهم الخروج بشكل طوعي، وفقًا لنتائج استبيان إلكتروني كانت قد أجرته.
ويطالب أهالي مخيم اليرموك داخل سوريا الجهات الرسمية والفصائل الفلسطينية في العاصمة السورية دمشق مرارا وتكرارا، بوقف عمليات السرقة و»التعفيش» التي تطال منازلهم وممتلكاتهم تحت مسمع وموافقة الأجهزة الأمنية السورية.
وقدم سكان المخيم مطالبهم إلى محافظة دمشق في كانون الأول الماضي للسماح لهم بالعودة إلى منازلهم بأسرع وقت، منتقدين المماطلة والتسويف من جانب المحافظة، كما حملوها المسؤولية عما يجري في مخيم اليرموك من تعفيش وسرقة.
مجموعة «العمل من أجل فسطينيي سوريا» ذكرت حينها أن «ظاهرة التعفيش وسرقة منازل وممتلكات المدنيين في مخيم اليرموك مستمرة، من قبل عناصر الأمن السوري وبعض المدنيين من المناطق والبلدات المتاخمة للمخيم».
ونقلت المجموعة عن عدد من أهالي مخيم اليرموك النازحين معاناتهم حيث قال أحدهم إنهم «أُرهقوا من الدفع المستمر لإيجارات المنازل في ظل نقص الموارد وانهيار الليرة السورية، مطالبين بعودتهم الفورية إلى مخيمهم وإصلاح البنى التحتية وتأمين كافة الخدمات الأساسية لهم».
اقرأ أيضاً حقيقة إلغاء المخطط التنظيمي لمخيم اليرموك جنوب دمشق
وتأتي دعوة رئيس النظام السوري السماح للأهالي بالعودة وبدء أعمال الترميم بعد مماطلات، الأمر الذي وضع فلسطينيي سوريا في حالة من انعدام الأمن، ومعاناة النازحين منهم، وتهديد مجتمعات اللاجئين الفلسطينيين.
المخيم خلال السنوات الماضية
وشهد المخيم سابقًا معارك بين فصائل “الجيش الحر” وقوات النظام، وسط انقسام الفصائل الفلسطينية بين الجانبين، قبل سيطرة تنظيم “داعش” على ثلثي المخيم عام 2015.
تلا ذلك سيطرة قوات النظام بشكل كامل على منطقة الحجر الأسود المجاورة لمخيم “اليرموك”، في أيار 2018، بعد عملية عسكرية استمرت شهرًا، طُرد خلالها تنظيم “داعش” من المخيم، غداة اتفاق إجلاء غير رسمي، نُقل بموجبه عناصر التنظيم إلى بادية السويداء الشرقية.
ويعد مخيم اليرموك (8 كلم جنوب دمشق) من أكبر تجمعات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، وتأسس عام 1957. وقُدر عدد سكانه عام 2010 بأكثر من 150 ألف نسمة، بينهم 112.550 لاجئاً مسجلاً لدى «الأونروا».