دعت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ميشيل باشليه , أمس لوقف فوري للقتال في محافظة إدلب المحررة ، قائلة إن وقف إطلاق النار الأخير في سورية فشل مرة أخرى في حماية المدنيين , وقالت باشليه في بيان ”من المفجع للغاية استمرار مقتل مدنيين كل يوم في ضربات صاروخية من الجو والبر“ , وتابعت ”هذا الاتفاق، مثل غيره على مدار العام الماضي ، فشل مرة أخرى في حماية المدنيين“ , وأضافت أن مكتبها تلقى تقارير تفيد باستئناف الضربات الجوية في 15 يناير كانون الثاني، كما نفذت جماعات مسلحة هجمات برية أسفرت عن سقوط قتلى.
وقال جيريمي لورانس المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان في إفادة صحفية ”ما زال الناس يُقتلون ، الكثير من الناس على الجانبين“ , وأضاف أنه منذ اشتداد حدة الأعمال القتالية فيما يطلق عليها ”منطقة خفض التصعيد“ في إدلب يوم 29 أبريل نيسان وثق مراقبو الأمم المتحدة أحداثا قُتل خلالها 1506 من المدنيين منهم 293 امرأة و433 طفلا , وقالت الأمم المتحدة يوم الخميس إن نحو 350 ألف سوري معظمهم نساء وأطفال فروا منذ أوائل ديسمبر كانون الأول لمناطق قريبة من الحدود مع تركيا
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في أحدث تقاريره إن الوضع الإنساني مستمر في التدهور نتيجة ”تصاعد“ الأعمال القتالية , وقصفت طائرات روسية والمدفعية التابعة لقوات الأسد بلدات وقرى في الأسابيع الأخيرة بسبب هجوم جديد مدعوم من روسيا وميليشات مسلحة موالية لإيران على المحافظة المحررة , ونقلت رويترز عن ديفيد سوانسون المتحدث الإقليمي للأمم المتحدة عن سورية والمقيم في العاصمة الأردنية عمان , قوله ”هذه الموجة الأخيرة من النزوح تعقد الوضع الإنساني المتردي بالفعل على الأرض في إدلب“
وتقول الأمم المتحدة إن أحدث هجوم جعل الحملة العسكرية المدعومة من روسيا أكثر قربا من مناطق ذات كثافة سكانية عالية في محافظة إدلب المحاصر بداخلها نحو ثلاثة ملايين شخص , وقال باولو بينيرو رئيس اللجنة للصحفيين يوم الخميس إن كثيرا من العائلات النازحة والتي تقيم الآن في مخيمات مؤقتة تواجه نفاد الغذاء والماء , وقالت كارين أبو زيد عضو لجنة الأمم المتحدة للتحقيق في جرائم الحرب في سورية , إن كثيرا من المدارس المدمرة والمغلقة في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة تستخدم الآن أماكن إيواء للسكان الفارين من العنف
ويقول مسؤولون من الأمم المتحدة إن الأزمة الإنسانية ازدادت سوءا مع نزوح آلاف المدنيين من إدلب إضافة إلى نحو 400 ألف فروا في موجات قتال سابقة إلى مخيمات قرب الحدود التركية , وقال عمال إنقاذ وسكان , إن طائرات روسيا ونظام الأسد قصفت مدينة معرة النعمان المدمرة وهي إحدى المراكز الحضرية الرئيسية في المحافظة بعد يومين من البدء الرسمي لوقف لإطلاق النار اتفقت عليه تركيا وروسيا , وقتل 21 مدنيا على الأقل يوم الأربعاء في ضربات جوية مكثفة بينهم 19 شخصا لاقوا حتفهم عندما أسقطت قنابل على سوق مزدحمة في وسط مدينة إدلب.
.