باريس: العملية السياسية في سوريا حالياً بمثابة “مزحة” والحل بتقاسم السلطة

أعرب المندوب الفرنسي الدائم لدى الأمم المتحدة، نيكولا دي ريفيير، اليوم الأحد، عن تشاؤمه من الوضع الراهن في سوريا، واصفا العملية السياسية في سوريا بأنها صارت بمثابة “مزحة”.

وقال المندوب الفرنسي، في تصريحات نقلتها صحيفة “الشرق الأوسط”، أنه بالرغم من “عقلانية” المقاربة التدريجية التي يعتمدها المبعوث الخاص للأمم المتحدة غير بيدرسون في سوريا، لكنها ستصبح بمثابة “مزحة”، رغم تعبيره عن دعمه لنهج المبعوث الخاص للممثل الخاص للأمين العام غير بيدرسون الجديد، بمقاربة “خطوة فخطوة”.

لاتقدم للحل في سوريا

وعبّر المسؤول الفرنسي عن تشاؤمه، نتيجة عدم وجود تقدم كبير في سوريا، سواء على المسار السياسي أو الكيماوي أو حتى على صعيد وصول المساعدات الإنسانية.

وأكّد أن فرنسا تواصل حثّ روسيا على ممارسة المزيد من الضغط على النظام السوري للتعاون، لأنه في النهاية لا يمكننا الاستمرار في تقديم الإغاثة الإنسانية إلى الأبد. 

الحل بصفقة سياسية

وشدد على ضرورة إيجاد صفقة سياسية وتقاسم للسلطة في سوريا، للتأكد من وجود درجة معقولة من المصالحة بين السوريين المعتدلين، حتى نتمكن من الانتقال إلى المرحلة التالية، لكننا لسنا هناك، فقد صارت اللجنة الدستورية والعملية السياسية في جنيف مجرد “مزحة”.

وتابع قائلاً: “ما نحتاج إليه في سوريا هو حل سياسي ودرجة معينة من تقاسم السلطة وتنفيذ القرار 2254، للتأكد من أنه يمكننا الانتقال إلى الخطوة التالية، أي إعادة إعمار سوريا، وإصلاح الأضرار التي نتجت عن 11 عاما من الحرب”.

وأضاف المسؤول الفرنسي، أنه بالرغم من تمسك بلاده بمبادئ الدفاع عن الديمقراطية وحرية الاختيار وحقوق الإنسان، لكن “سوريا كانت حالة مختلفة، وكان هناك هذا الخيار المخيب للآمال للغاية عام 2013 بعدم الرد بعد الهجوم الكيماوي على ضواحي دمشق، أعتقد أنه لا ينبغي أن يحدث مرة أخرى”.

وكانت فرنسا حددت في كانون الأول من 2021، أربع أولويات لسياستها في سوريا خلال الفترة القادمة،

ونشرت الخارجية الفرنسية على موقعها الإلكتروني الرسمي الأولويات الأربع، والتي تشمل مكافحة الإرهاب واستمرار دعم المساعدات الإنسانية، وتشجيع الحل السياسي، ومساندة جهود المحاسبة في سوريا.

الموقف الفرنسي منذ 2011

وفي 10 من تشرين الثاني 2021، نفت وزارة الخارجية الفرنسية، أي نية لديها بالتطبيع مع النظام السوري، وقالت إن فرنسا لا تعلق على القرارات السيادية للدول الشريكة.

وتحدثت الناطقة باسم وزارة الخارجية الفرنسية، آن كلير لوجوندر، عن أن بلادها لا توجد لديها حاليًا أي نية للتطبيع مع النظام، خاصة مع استمرار انتهاكات حقوق الإنسان على كامل الأراضي وتوقف العملية السياسية.

وقطعت فرنسا علاقتها مع سوريا في عام 2012، وأغلقت سفارتها في دمشق حينها، وذلك في عهد الرئيس السابق، نيكولا ساركوزي، احتجاجًا على قمع رئيس النظام السوري، بشار الأسد، للمظاهرات المطالبة بالحرية.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

آخر الأخبار

سوريّات في فخ “تطبيقات البث المباشر”..بين دعارة إلكترونية واتجار بالبشر

يستقصي هذا التحقيق تفشي “تطبيقات البث المباشر” داخل سوريا، ووقوع العديد من الفتيات في فخ تلك التطبيقات، ليجدن أنفسهن يمارسن شكلاً من أشكال “الدعارة...

ابتزاز واغتصابٌ وتعذيب.. سوريون محاصرون في مراكز الاحتجاز اللّيبية

يستقصي هذا التحقيق أحوال المحتجزين السوريين في ليبيا خلافاً للقانون الدولي، وانتهاكات حقوق الإنسان داخل مراكز احتجاز المهاجرين، وخاصة تلك التي تتبع “جهاز دعم...

كعكةُ “ماروتا سيتي” بمليارات الدولارات

آلاف الأسر تتسوّل حقّها بـ"السكن البديل" على أبواب "محافظة دمشق" يستقصي التحقيق أحوال سكان منطقة المزة – بساتين الرازي في دمشق، بعد تهجيرهم من بيوتهم...

معاناة اللاجئات السوريات المصابات بمرض السرطان في تركيا

تصطدم مريضات السرطان من اللاجئات السوريات في تركيا بحواجز تمنعهن من تلقي العلاج على الوجه الأمثل، بداية من أوضاعهن الاقتصادية الصعبة والاختلاف في أحقية...

خدمات المساعدة القانونية المجانية للاجئين السوريين في تركيا

غصون أبوالذهب _ syria press_ أنباء سوريا الجهل بالحقوق القانونية للاجئين السوريين في تركيا يقف حجر عثرة أمام ممارسة حقهم بالوصول إلى العدالة، ويمنعهم...
Exit mobile version