أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” في بيان لها ، أنها نجحت في إيصال الإمدادات المنقذة للحياة إلى أكثر من 40 ألف شخص في مخيم الركبان , وأشارت “اليونيسف” في بيان لها : “تمكن العاملون الصحيون المدعومون من اليونيسف من تلقيح آلاف الأطفال ضمن مهمة استغرقت 9 أيام ، وذلك في منطقة نائية على الحدود مع الأردن، حيث يعيش أكثر من 40 ألف شخص معظمهم من النساء والأطفال”.
وأوضحت “اليونيسف” أن القافلة التي شاركت فيها مع الأمم المتحدة وجمعية الهلال الأحمر العربي السوري ، تعد “واحدة من أكبر عمليات إيصال المساعدات الإنسانية خلال السنوات الثمانية من الأزمة السورية ، حيث تكونت من 118 شاحنة ، 30 شاحنة منها محملة بالإمدادات المنقذة للحياة التي قدمتها اليونيسف للأطفال . واشتملت هذه المساعدات على الإمدادات الصحية والتغذية لحوالي 20 ألف طفل وامرأة ، ورزم ومستلزمات النظافة الأساسية لأكثر من 40 ألف شخص ، ومواداً للترفيه للأطفال والمواد التعليمية من كتب مدرسية وقرطاسية وحقائب مدرسية لأكثر من 8 آلاف طفل”.
وقالت المديرة التنفيذية لليونيسف , هينريتا فور : “لا يزال الأطفال في الركبان وغيرها من المناطق التي يصعب الوصول إليها في سورية ، يناضلون من أجل بقائهم ولا يزالون بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة قبل فوات الأوان ، وقد سمحت لنا هذه القافلة الإنسانية بتقديم الدعم الذي يحتاجه بشدة بعض الأطفال والأسر الأكثر ضعفا. وفي حين أن هذه خطوة تستحق الترحيب ، فإننا نواصل حث جميع الأطراف على منحنا أمكانية الوصول المنتظم والمستدام وغير المشروط لجميع الأطفال في جميع أنحاء سورية”.
بدوره قال ممثل اليونيسف في سورية ، فران إكيثا ، والذي رافق القافلة : “كانت أشهر الشتاء قاسية للغاية على الأمهات والأطفال في الركبان. وقد أدى سوء التغذية والظروف المعيشية الصعبة للغاية إلى تدهور حالتهم الصحيّة” . وأضاف : “حين لا تتوفر إمكانية الوصول إلى مرافق طبية ملائمة ، ولا يتوفر طاقم طبي مُؤهل ، فإن أي تعقيد بسيط يطرأ أثناء عملية الولادة قد يودي بحياة الأم والطفل معا”.
وحسب اليونيسيف ، فإن هناك ما يقرب من 3 آلاف طفل ، ممن حرموا من دخول المدرسة في الركبان بسبب اكتظاظ صفوف الدراسة ونقص المعلمين المؤهلين والظروف المالية الصعبة. وبسبب محدودية فرص الحصول على دخل ، فإن معظم العائلات لا تستطيع تحمل أعباء الرسوم المدرسية الشهرية ، والتي تبلغ 2000 ليرة سورية (3.5 دولار) , وأضاف إكيثا : “حتى في الصفوف الطينية المزدحمة ، حيث يجلس الأطفال على الأرض ، وحيث اللوح عبارة عن قطعة من الورق مثبتة على الجدار، فقد التقيت بأطفال متلهفين للتعلم ، ومسرورين لرؤية حقائبهم المدرسية الجديدة”.
وأضاف قائلاً : “بالنسبة لأولئك الأطفال ، فإن المدرسة ليست مجرد مكان للتعلم ، بل المكان الذي يوفر لهم مساحة من الأمان ، يختلف عن واقعهم القاسي خارج جدران المدرسة .. لا يزال الوضع الإنساني في المخيم يائسا بالنسبة للأطفال والعائلات الذين تقطعت بهم السبل في هذه المنطقة النائية” وأضاف بأن: “الاحتياجات ملحة ، خاصة فيما يتعلق بالغذاء والماء والرعاية الصحية والمأوى . وإيصال المعونات الإنسانية هو مجرد حل مؤقت”