أقرّ البرلمان النمساوي مشروع قرار بتصنيف “حزب الله” اللبناني بشقيه السياسي والعسكري، منظمة إرهابية، وأوصى باتخاذ إجراءات “مشددة” ضد أنشطة الحزب في البلاد.
وقالت وكالة الأنباء النمساوية الحكومية إن البرلمان وافق بأغلبية كبيرة على مشروع القرار الذي حمل رقم 394/A، وقدمه حزبا الائتلاف الحاكم الذي يضم حزبي الشعب والخضر.
وجاء في قرار البرلمان “جهود الحكومة النمساوية المضنية لمكافحة أنشطة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب التي يقوم بها (حزب الله) على الأراضي النمساوية، محل ترحيب كبير، لكننا بحاجة إلى إجراءات أخرى أكثر قوة”.
وقدّم البرلمان توصياته للحكومة النمساوية “باتخاذ التدابير المناسبة والفعالة ضد الأنشطة الإرهابية والإجرامية من قبل أنصار ميليشيا حزب الله في النمسا”.
وأضاف “نطالب الحكومة بمنع تمويل حزب الله من خلال أنشطة غسيل الأموال، والعمل على إعادة تقييم أنماط التعامل مع حزب الله داخل الاتحاد الأوروبي”.
وأكد البرلمان النمساوي أن “الفصل بين الجناحين العسكري والسياسي لـ”حزب الله” غير مبرر، فهو منظمة إرهابية بالكامل”.
وبدأت النمسا بزيادة الضغط على أتباع الحزب منذ آذار من العام الفائت عندما أصدرت قراراً بحظر استخدام شعارات أو أعلام “حزب الله في أراضيها.
وتعتبر النمسا ثاني دولة أوروبية تحظر أنشطة “حزب الله” بالكامل على أراضيها بعد ألمانيا التي حظرته كليا في 30 نيسان الماضي، والتي سبقها كل من هولندا وبريطانيا والولايات المتحدة وكندا في هذا الإجراء.
وشكلت مدينة القصير بوابة تدخل “حزب الله” في سوريا إلى جانب قوات الأسد في نيسان 2013 ضد فصائل “الجيش الحر” التي شُكلت كرد فعل على عمليات القمع والقتل ضد المتظاهرين السلميين، وحوّلها في السنوات الماضية إلى قاعدة أساسية له، وإلى منطلق لعملياته العسكرية التي توسعت إلى باقي المناطق السورية، وخاصة الواقعة على الشريط الحدودي مع لبنان.
بعد سقوط القصير استعرض “حزب الله” اللبناني قواته فيها، و توسع وجوده ليمتد الى منطقة القلمون، في كل من يبرود ورنكوس وقارة وفليطة وكامل الشريط الحدودي بين سوريا ولبنان، ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل توسع الانتشار إلى باقي المناطق السورية في حمص والجنوب السوري ومدينة حلب، التي كانت له المشاركة الكبرى في السيطرة على الأحياء الشرقية منها في أواخر عام 2016.
يذكر أن للتوجه الغربي ضد إيران والعقوبات التي بدأ بفرضها عليها لتقليص نفوذها في الشرق الأوسط دور في خفوت بريق “حزب الله”، الذي يعتمد على طهران بشكل كبير ماليًا وعسكريًا، ويعتبر ذراعًا أساسية لها في لبنان.
المصدر: وكالات